الخميس ٢٧ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
ردا على قصيدة عادل سالم " بالشفاه أحترقُ"
بقلم
الشمسُ تَحتَ ضِيائِها تَتَشَمَّسُ
صُبحٌ .. بِفَيضِ بَرَاءَةٍ يَتَنَفَّسُ | |
وَنَقَاوَةٌ ..منها النَّقاوَةُ تُقبَسُ | |
دُرِّيَّـةٌ ..نــُوريَّةٌ ..قُدُسِيَّـةٌ | |
وَأَجَلُّ ثَمَّ أَجَلُّ ثَمَّ وَأقدَسُ | |
تُنسَى بِحَضرَتِها المَواجِعُ كُلُّها | |
كالآيِ ما تُتلى الوَساوِسُ تَخنُسُ | |
قَد شَفَّ مِنها طِينُها فَأَبَانَ حتّـــى | |
رُوحَها لِلعَينِ لَولا المَلبَسُ | |
كَذَبَ ادِّعَاءُ الظِّلِّ مُنتَسِباً لَها | |
فالشمسُ تَحتَ ضِيائِها تَتَشَمَّسُ | |
لَو كُـلُّ كائِنَةٍ تُحَطُّ مَكَانَها | |
يا سُندُسِيَّةُ ..لارتَدَاكِ السُّندُسُ | |
جَلَسَت إليَّ وما شَكَكتُ بِأَنّها | |
فِي كُلِّ رُكنٍ من كِيانِيَ تَجلِسُ | |
فَإذا نَظَرتُ ..فَإنَّ كُلِّيَ أَعيُنٌ | |
وإذا شَمَمتُ ..فَإنَّ كُلِّيَ مِعطَسُ | |
وَرَنَتْ إليَّ فَفَجَّرَتنيَ أَبحُرَاً | |
حِكَمَاً يَخُطُّ سُطُورَهُنَّ مُهَلوِسُ | |
أَنَا جَالِسٌ .. لكنْ أُرَفرِفُ فَوقَها | |
قَلباً ..يَحومُ كَما يَحومُ النَّورَسُ | |
وَتَبَسَّمَت ..فَإذا الجُمانُ مُنَضَّدٌ | |
سُبحانَكَ اللهمَّ كيفَ تُهندِسُ | |
وَعَدا استقامةِ خُلْقِها وَقَوامِها | |
كُلُّ الذي في ناظرَيَّ مُقَوَّسُ | |
أَخشَى عليها مِن مُصافَحةِ النَّدَى | |
وَمِنَ النَّسيمِ بِمِسمَعَيها يَهمِسُ | |
يا ماءُ وَيحَكَ ..حينَ تَلمَسُ وَجهَها | |
رِفقاً .. وَسَمِّ اللهَ فيما تَلمَسُ | |
لَيستْ تُوَصِّفُها مَعاجِمُ .. إنما | |
تَكفي الإشارَةُ لحظَ مَن يَتَفَرَّسُ | |
عَمِيَ الرّجالُ كأنما في الأرضِ أنـثى | |
غَيرُها كَي يَخطِبوا وَيُعَرِّسُوا | |
هَيهاتَ لا يَظما ولا يَضحى ولا | |
يَعرى وَيسغَبُ عَبدُها أو يَبأَسُ | |
مُتَلَمِّسٌ قَلبي بأضلاعِي مَتَـــى | |
انصَرَفَتْ وَلا أَثَرٌ لِمَا أَتَلَمَّسُ | |
يا سُندسيَّةُ إنَّ قَلبي ما لَهُ | |
بابٌ .. ولا حَرَسٌ بِهِ تَتَمترَسُ | |
مُذْ أربَعينَ كَسَرتُ أقفالِي فَمَنْ | |
تَبغِي الدُّخولَ فَإنّها لا تُحبَسُ | |
حَتّى نَزَلتِ إليَّ أنتِ غَمامةً | |
فامتصَّ ماءَكِ قَلبيَ المُتَيَبِّسُ | |
نَفسي فِداؤُكِ وهيَ واحدةٌ وَلَو | |
بِيَدي سِواها كُنتُ قُلتُ الأنفُسُ |