الختان عبودية لا عبادة ـ الحلقة التاسعة
إكسر للبنت ضلع يطلع لها ضلعين، وضرب الحبيب زى أكل الزبيب. هذه الشعارات وغيرها هى ما يستند إليه، ويختبئ وراءه معظم الرجال الذين يضربون زوجاتهم. والمصيبة أن هذه الأمثال الشعبية ليست صناعة مصرية خالصة، وإنما هى سوق عربية مشتركة، فهناك أيضا من تعبيرات وأمثال الشام "المرأة مثل السجاد ما بتنضف إلا بالخبط"، و "المرأة مثل الزيتون ما بتحلى إلا بالرص" (أى بالضرب)، و "المرأة كل ما بهدلتها حبتك وكل ما دللتها سبتك"، و "المرأة فشه خلق"، (أى متنفس للكبت)، و "اضرب المرأة بدون سبب هى بتعرف ليش".. الخ.
ولأن المرأة فشة خلق كما تقول الأمثال فهى كمثل كيس الرمل الذى يعلقه أصحاب العمل اليابانيون على بعض أبواب شركاتهم ليضربه الموظفون فى الصباح، ويفشوا غلهم فيه فينتهى توترهم و يبدأوا يوماً جديداً بهمة ونشاط، ولأن من المسموح به للرجل أن يكون بالون غضب، ومن الممنوع على المرأة أن تقترب من هذا البالون إلا كدبوس لتخفيف توتره، والتساؤل الذى يفرض نفسه هو: هل الزواج تحول إلى ساحة مصارعة أو حلبة ملاكمة؟، والإجابة فى كثير من الأحيان نعم، ذلك ما تؤكده هذه الأرقام المأساوية المفزعة التى تؤكد أن واحدة من كل ثلاث نساء مصريات متزوجات تتعرض للضرب مرة واحدة على الأقل منذ زواجها. ومن 42% إلى 46% من النساء المتزوجات الأميات أو الحاصلات على تعليم ابتدائى تعرضت للضرب خلال حياتها الزوجية، و14% من الحاصلات على درجات تعليمية أعلى بما فى ذلك التعليم الجامعى وما فوق الجامعى تعرضت للضرب فى حياتها الزوجية (د. ماجدة عدلى - مركز النديم). وفى بحث ميدانى أخر يدل على مدى انتشار الضرب لدرجة الوباء تبين أن 83% من نساء عينة البحث و 94% من الرجال أفادوا أنهم يعرفون أسراً تضرب فيها النساء الزوجات والأمهات والأخوات (مركز دراسات المرأة الجديدة). كما بين بحث أجراه المجلس القومى للسكان فى مصر أن 35% من المصريات تعرضن للضرب من قبل أزواجهن على الأقل مرة واحدة، وأن حملهن لم يعفهن من العقوبة (الأهرام 7 فبراير 1997). وهذه الإحصاءات غالباً أقل من الحقيقة لأن المرأة تدارى وتخفى وتبلع إهانتها رافعة الشعار المخادع الذى تمر من خلال بوابته كل الإهانات "بلاش نهد البيت وخلينا نربى العيال"، وهى كلمة حق يراد بها أباطيل كثيرة أهمها تسويغ وتبرير ضربها وإهانتها المستمرة أمام الناس وأمام أطفالها، والأهم أمام نفسها التى تتعود الإهانة حتى تدمنها، فيضاف الخراب النفسى إلى التدمير الجسدى.
دائماً ما كنا نكتب فى الفصول الأربعة السابقة التى تناولنا فيها العنف أرقاماً جامدة، والرقم بطبيعته كائن ميت يفتقر إلى حرارة الروح وعنفوانها، ولأن الضرب فعل أو أكشن مثير ودموى فمن المفيد تحويل هذا الفصل إلى دراما من لحم ودم تتناسب مع حيوية هذا الأكشن، وتبتعد عن جفاف الأرقام. وكانت البداية صورة القضية التى أطلعتنى عليها الصديقة المحامية عزة سليمان والتى أصابتنى بإنزعاج وفزع شديدين من فرط التناول المخل والفهم المغلوط لما يسمى حق تأديب الزوجة فى الشريعة الإسلامية، فالقضية التى نظرتها محكمة النقض فى ديسمبر 1994 أصابتنى بما يشبه الزلزال النفسى، وجعلتنى أتأمل فى قضايا كثيرة مثلها فوجدت أن النظرة المؤيدة نفسها للضرب موجودة، وإن تم الاعتراض فقط على درجة قسوة الضرب، وهذه النظرة لم تناقش أو تعارض على الإطلاق مشروعية الضرب نفسه كمبدأ.
القضية كانت مناقشة الطعن من زوج ضرب زوجته وداد محمد على فى كفر الشيخ بطوبة أدت إلى موتها بعد إحداث تهتك بالطحال ونزيف دموى حاد، ومحامى الزوج يعترض على الحكم الصادر ضد الزوج –وأرجوكم ألا تندهشوا- بالحبس سنتين مع الشغل، يعنى المحامى زعلان إن الزوج سيحبس سنتين مع أنه عمل حاجة بسيطة.. قتلها بس بغرض التأديب!!، فالمحامى يقول فى دفاعه إن الزوج استخدم حقه فى تأديب زوجته طبقا للمادة 60 من قانون العقوبات والتى تقول أنه لا تسرى أحكام قانون العقوبات على كل فعل إرتكب بنية سليمة عملاً بحق مقرر بمقتضى الشريعة، والحمد لله أن المحكمة رفضت هذا الطعن، ولكن المشكلة ليست فى قبول الطعن من عدمه، ولكن المشكلة الأكبر أن مسألة التأديب بالضرب هذه تناقش على أنها حق مقرر وطبيعى للرجل من الممكن طبعا أن يسىء استخدامه، ولكن ماذا إذا أحسن استخدامه؟، هل يكون مقبولاً حينذاك؟ وإذا قبلناه نكون كأننا نطالب الأزواج بأن يدخلوا مدرسة ليتدربوا فيها كيف تلاكم زوجتك بدون إحداث كدمات أو سجحات أو إصابات ظاهرة؟، كأن الزوج حين يلطم زوجته الأستاذة الجامعية مثلاً بدون أن تحدث كدمة ليؤدبها فهذا مقبول لأنها لا تحتاج إلى علاج أكثر من واحد وعشرين يوم، أى أن المهم هو لغة التقارير الطبية وليست لغة التقارير العاطفية والإنسانية. ونحن هنا ننسى أو نتناسى أن مجرد التلفظ أو السب بعبارات خارجة أو قاسية للزوجة هو عنف أيضاً، وأن الضرب عقوبة غير حضارية وخصوصاً بين الزوج وزوجته، ومبادىء الإسلام العامة تؤكد حرمة الجسد وعدم إهانته، وتؤكد أيضا حسن معاشرة المرأة (وعاشروهن بالمعروف)، (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة)، ولذلك لابد من فهم الآية التى تقول (واللاتى تخافون نشزوهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن.."، والتى يعتمد عليها الكثيرون فى وجوب تأديب المرأة بالضرب لابد أن نفهمها فى ضوء هذه المبادىء الإسلامية العامة. وأيضا لابد من فهمها فى سياق زمانها ومعتقدات وعادات وأعراف المجتمع وقتها. لابد من هذا لكى نتحاشى الخلاف العميق فى تفسير ما هو النشوز؟، وما حدود هذا الضرب؟، والذى أقر البعض بأنها بمجرد سواك، وآخرون قالوا بمنديل ملفوف، والبعض أباح اللطم باليد، والبعض نصح بأنه لا يجب أن يكون ضرباً مبرحاً يكسر العظام.. الخ.
بالطبع يتسع مفهوم الضرب المبرح ليستغله البعض فى إهانة الزوجة لأن أحداً لا يعرف ما حدود هذا المبرح بالضبط؟، ولذلك ولأنها قضية مهمة وبالغة الخطورة ومتشعبة وغير محددة الملامح، فإننا نطالب بإعادة طرح قضية التأديب بالضرب مرة أخرى وبآليات أخرى، وبمشاركة علماء الاجتماع ورجال الدين والباحثين فى علوم النفس وممثلى الجمعيات غير الحكومية وحقوق الإنسان وقضايا المرأة، ومع كل هؤلاء بل قبلهم المسئولون والمشرعون.
إذا كنا قد ذكرنا الآيات القرآنية التى حثت على معاملة المرأة ومعاشرتها بالمعروف، فإننا لابد أن نذكر أيضا فى هذا المضمار الأحاديث النبوية التى قد يغفلها بعض الرجال عن عمد لتدعيم نظرتهم الدونية للمرأة، ونذكر منها:
– لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها فى آخر اليوم.
– استوصوا بالنساء خيراً.
– أطعموهن مما تأكلون واكسوهن مما تكتسون ولا تضربوهن ولا تقبحوهن.
– عن عائشة رضى الله عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادماً ولا امرأة.
هذه الأحاديث وغيرها، ودراسة الغايات الكلية والأهداف السامية للدين الإسلامى الحنيف، ومراعاة تطور وتغير العصر والمجتمع، وبالتالى دور ووضع المرأة، كل هذا يجعلنا كما قلنا نعيد النظر فى الكثير من مفاهيمنا مثل التأديب والقوامة و نقصان العقل والدين ولزوم المرأة البيت وعدم خروجها للعمل.. الخ.
وإذا كنا سنعيد النظر فى مفاهيم كثيرة فلابد أن يكون من بين ما سنعيد النظر فيه مفهوم العنف ذاته، وستساعدنا فى ذلك المادة الثانية من الإعلان العالمى لإزالة أشكال العنف ضد المرأة، وأيضا ما تضمنته مؤتمرات السكان التى أشرفت عليها الأمم المتحدة، وبذلك يمكننا تقسيم العنف إلى:
– العنف النفسى: معاملة المرأة على أنها أقل أو جعلها تظن أنها حالة نفسية معقدة، وإفقادها الثقة فى ذاتها، واتهامها بالتسبب فى العنف الممارس ضدها.
– العنف الاقتصادى: عدم السماح للمرأة بالعمل، وعدم إعطائها نقوداً، أو أخذ النقود منها وعدم إخبارها بدخل الأسرة.
– العنف الجنسى: إجبار المرأة على ممارسة جنسية ضد رغبتها.
– تهديد المرأة: التهديد بقتلها أو تركها أو إجبارها على عمل أشياء غير قانونية.
– استخدام الأطفال ضد المرأة من خلال تهديدها بعدم رؤيتهم ثانية أو إشعارها بالذنب لتركهم.
– إرهاب المرأة: كسر أشياء أو سكب الطعام على الأرض أو الاحتفاظ بآلة حادة فى المنزل للتهديد.
– عزل المرأة عن بيئتها: تحديد حرية حركة المرأة، ومنعها من رؤية عائلتها وأصدقائها.
من أهم الدراسات المصرية التى تناولت موضوع ضرب الزوجة الدراسة التى كتبتها الباحثة د. مارلين تادرس، وهى دراسة لا غنى عنها لكل من يتصدى لدراسة هذه القضية، وقد أجرى هذا البحث على عينة من نساء منشأة ناصر سنة 1997. ومنشأة ناصر لمن لا يعرفها منطقة عشوائية أسفل جبل المقطم يقطنها حوالى مائة ألف نسمة، وسر تميز هذا البحث أن سن النساء فى عينة البحث تتراوح ما بين 14 و65 عاماً، وهى مساحة عمرية واسعة نستطيع معها رصد العنف فى الطبقات الشعبية ضد المرأة، والذى يعكس بالتالى نظرة دونية مهينة نحوها، وسنستعرض معاً نتائج البحث، ونحاول ترتيبها، ومعها كلمات وعبارات بعض النساء كما هى، أو كما يقولون "بعبلها" حتى نكسو القضية لحماً ودماً كما كسوناها من قبل بملفات قضايا المحاكم الفعلية.
ممارسة العنف للمرة الأولى ضد الزوجة فى الشهر الأول من الزواج كان بسبب العائلة فى 36% من الحالات وهذه بعض شهادات الزوجات:
– رسمية (29 سنة): أمه كانت بتقومه عليا علشان كانت عايشة معانا.
– سامية (45 سنة): كنت حامل وسلفتى ضربتنى فى بطنى بعامود حديد وأغمى عليا.
– نورا (26 سنة): كنت بغسل وأمه طلبت منى شاى قلت لها حاضر لما أخلص فراحت قالت لجوزى إنك لازم تضربها لما تقول لها على حاجة وتقول لك لأ.. جه ضربنى.
كان السبب التالى للعنف فى الشهر الأول متمثلاً فى الخلاف حول الزيارات 14% سواء أهلها أو حتى أهله:
– صباح (45 سنة): كنت عايشة مع أهله وبعدين اتخانق معاهم ومنعنى من الأكل والكلام معاهم فأنا رفضت فضربنى.
– زوبة (38 سنة): أخويا قاله إنى بأروح لبيت عمى وأغسل مع بناته فبعد ما مشى جاب الحزام وضربنى.
– هويدا (36 سنة): بعد الجواز بأسبوع رحت شفت بنتى، أصلى كنت متجوزة واحد قبله وليا بنت منه فضربنى.
– لواحظ (35 سنة): رحت لبيت أخوه من غير إذنه فحلف ما أدخل بيت أخوه تانى لمدة سنة مع إنه ساكن فى نفس البيت فوقينا وحلف يمين طلاق ما أعتب هناك. جتنى خيبة أمل، لأنى عرفت هناك إنه كان متجوز، وأنا مراته الثانية لأ وإيه كمان بيضربنى.
أما السبب الغالب 75% والذى كانت النساء يتهربن من التصريح به فقد كان الجنس سواء فى الشهر الأول أو بعد ذلك:
– عزيزة (30 سنة): ضربنى ليلة الدخلة لأن كان عندى نزيف وهو ما رحمنيش.
– زكية (29 سنة): كان عايزنى وهو غريب عنى ومش عارفاه قبل كده فبعدته عنى فضربنى.
– سكينة (25 سنة): يوم الدخلة حصل لى نزيف لأنهم أخذوا شرفى بالطريقة البلدى، وقعدت أعيط وضربنى ورحت المستشفى.
– فاتن (35 سنة): لو رفضت يتلكك على أى حاجة بعدها ويضربنى ويشتمنى.
– عيشة (30 سنة): المعاشرة عنده بالعافية ويضربنى ويقول لى مش بمزاجك.
– صباح (60 سنة): لسه لحد دلوقتى يضربنى على الموضوع ده مع إن عنده 85 سنة.
– هدى (36 سنة): دايما بيزعق ويبهدل الدنيا علشان الموضوع ده لأننا ساكنين فى أوضه واحدة. والولاد كتير يزعق، ويحدفنى بأى حاجة طالما عايزنى دلوقتى لو مين قاعد يبقى لازم دلوقتى.
– من الأسباب المهمة الأخرى فى غير الشهر الأول من الزواج المصروفات، حيث ذكرت 65% من النساء أنهن يتعرضن للعنف بسببها، ثم تأتى أعمال المنزل 25%، وتحت هذا البند الطعام غير الجاهز أو كسر شىء أو ملابس غير مغسولة.. الخ.
نحن بالفعل أمام ميلودراما ما تتضاءل إلى جانبها مسرحيات يوسف وهبى وأفلام حسن الإمام. إنها ميلودراما من لحم ودم. والمدهش أنها تأخذ غطاءا شرعياً، وفى معظم الأحيان لا تستهجن ولا يتم إدانتها. وبما أننا تكلمنا عن أسباب العنف فلابد أن نتكلم عن أشكاله، وقد أثبتت نتائج البحث أن 30% من النساء يتعرضن للعنف بشكل يومى، والعنف هنا يتخذ أشكالا متعددة منها الضرب باليد، والضرب بالعصا، وبسلك الكهرباء وبالحزام والشومة أو بسيخ حديد أو جنزير، بالإضافة إلى قذف أشياء فى وجوههن مثل الوابور والأحذية والكراسى والطعام. وأيضا اللطم على الوجه وشد الشعر والخبط فى الحائط.. الخ. وأثبت البحث أن 16% من العينة قد أصبن إصابات تتراوح ما بين كسر الذراع والضلوع والنزيف الداخلى والإصابات فى الرأس واليد والتى تتطلب غرزاً، وأيضاً الإجهاض. بينما 9% منهن حاولن الانتحار، وهنا من المفيد اقتباس بعض التعليقات التى نحس معها أننا ما زلنا نعيش فى عصر المعتقلات أو فى سجن الباستيل:
– إيمان 50 سنة: بيضربنى بإيده اللى عاملة زى المرزبة.
– مدام رشا 37 سنة: لما بيقوم مش بيعرف نفسه كأنه أخذ بنج يضربنى بالقلم بالبوكس بأى حاجة.
– غالية 45 سنة: بيضربنى بسلك الكهرباء بالخرطوم ببرميل ميه يرقعنى فيه حتى فى الشتا، ويوقفنى فى المطر، وكل أنواع التعذيب اللى تخطر على البال ويوقفنى قدام مراته الثانية علشان لو هى ضحكت يعيد الضرب من تانى، وممكن يفضل على كده طوال الليل ويسبنا ويهيننا وممكن يعاشر واحدة فينا قدام الثانية.
– عايدة 27 سنة: بيضربنى بالأقلام بس أصله مش زى الرجالة التانيين اللى بيضربوا بالخرطوم لأ هو حنين!
ألم أقل لكم أننا نريد إعادة تعريف العنف، فالست عايدة تحمد الله أن زوجها حنين لا يضرب بالخرطوم. وموقف عايدة يشرح لنا جزءاً من أسباب عدم الإبلاغ عن هذه الحوادث، فالعنف وتلك المأساة مبرر أحيانا عند المرأة نفسها. وقد أسهم فى ذلك المجتمع الذى رسخ دونيتها الاجتماعية منذ الصغر، وقام بالطناش على صور عنف معنوى أخرى كان يجب أن يجتثها من جذورها منذ بداياتها. والأرقام والتعبيرات التالية تعبر أصدق تعبير عن ردود الفعل التى تترجم الخوف المترسب فى الأعماق، والخلل الضارب بجذوره فى العلاقة الأسرية، فقد ذكرت 65% من الزوجات اللاتى لم يبلغن البوليس أن الدافع الرئيسى لذلك هو أنه عيب أن تبلغ عن زوجها، والبعض من أجل الأطفال، والبعض الآخر لم يبلغن من الخوف، والباقى قلن إنهن خائفات على أزواجهن:
– نجية 31 سنة: لأ ما أروحش القسم علشان عيب. وبعدين لما توصل إن الواحدة تشتكى اللى بيأكلها ويشربها يبقى مالهاش لازمة تعيش بعد كده.
– منى 32 سنة: أبقى ست ناقصة هيكون شكلى إيه لما نرجع تانى وننام جنب بعض.
– مايسة 33 سنة: لو حبسته مين حيأكلنا.
– أم سليمان 37 سنة: عيب الواحدة تروح القسم حتى لو جوزها فتح نافوخها.
– شادية 49 سنة: ما أعملهاش.. جبانة بعيد عنك ده جبار ومفترى.
– هدى 32 سنة: ما أفكرش أبدا فى الموضوع ده لأنه مسيره حيطلع من القسم وممكن يولع فيا بعد كده.
– فايزة 36 سنة: إحنا متعودين على الضرب.. أخويا من صغرى كان بيضربنا قبل الجواز، لو رحت البوليس هيسجنه علشان هو هربان من التجنيد ومعاهوش بطاقة.
هؤلاء النساء الغلابة لم يستطعن إلا أن يكن أرقاماً فى بحث، وفشلن فى أن يصبحن كيانات فى وطن، ولكن لا تتصوروا أن الضرب العنيف اقتصر عليهن فقط، فكل يوم نقرأ عن عنف ضد ميسورات الحال أيضاً، ومنهن أستاذة الجامعة والطبيبة والمهندسة، فالضرب صار صاروخاً متعدياً للطبقات، والفرق هو أن البحث أجرى على منشأة ناصر، ولم يصل إلى نادى الجزيرة بعد، ولكنى واثق أن الجميع فى الهم سواء، ما دامت القبضة هى الحاكمة، والبوكس هو السيد، والشلوت هو حجر الزاوية فى العلاقة الزوجية.
الاغتصاب صناعة رجالى
من بين الكائنات والمخلوقات سواء كانت حيواناً أو طيراً أو حشرة انفرد بالقدرة على الاغتصاب مخلوقان هما الرجل وفصيلة العناكب، وهذا معناه أن الاغتصاب صناعة رجالى وهواية لا يقدر عليها إلا الذكور. وفى الفيلم الأجنبى "هيروشيما حبيبتى" مزج المخرج وساوى بين حادث القنبلة الذرية وحادث الاغتصاب، وأعتقد أنه لم يكن يبالغ وقتها، ولم يكن واقعا تحت تأثير الخيال الفنى والجموح السينمائى، فالاغتصاب زلزال تأثيره على نفسية الفتاة كتأثير القنبلة الذرية، فهو يدمر الثقة ويحطم الأمان ويزعزع كل القيم والمثل فى نظرها.
والمغتصبة تنتهك روحيا قبل أن تنتهك جسدياً، ويزحف التصحر العاطفى على خضرة مشاعرها وتفتح عواطفها ورغبتها فى الحياة، وعندما ينشب ذئب النذالة والرعب أظافره فى جسدها، فهو فى الوقت نفسه يجرح أنوثتها وإنسانيتها وابتساماتها، فينقلب حنانها قسوة، وتنقلب رقتها شراسة، ويتحول الحنان إلى فزع، والإقبال على الحياة إلى رعب من مجرد الانتساب إليها.
فى قصة الحرام للمبدع يوسف إدريس جعل الاغتصاب هو الثمن الذى دفعته عاملة التراحيل لجذر البطاطا، فأضافت إلى فقر الجيب فقر الروح وجدب الأمل، كانت تتحمل الزمن الضنين والفقر الكاسر وقلة الموارد وندرة الحلم، لكنها لم تحتمل هذه اللحظة الرهيبة، لحظة اغتصابها فى حقل البطاطا، فبداية الاغتصاب استباحة وهى برغم فقرها لم تكن مستباحة، ونهاية الاغتصاب موت يلف الفتاة بكفنه لحظة أن يغادر المعتدى ساحة معركته القذرة، فتعيش الفتاة تتحرك على قدمين من عار، والاغتصاب الذى هو فى نظرى أكثر الجرائم إثارة للتقزز والاشمئزاز، هو جريمة عنف وتمرد واحتجاج مرضى قبل أن يكون لمجرد الحصول على اللذة، إنه رغبة فى هتك نسيج المجتمع وفض بنيانه قبل أن يكون هتكاً لعرض أو فضا لغشاء، وانتشاره فى أى مجتمع هو دلالة على خلل مرعب، وعلامة على انهيار سريع وتفكك مريب. والأهم أنه مؤشر خطير على مدى العنف المكبوت الذى لا يجد له إلا منفذاً فى جسد المرأة، ومتنفساً فى كيانها وروحها، ولم لا وهى التى يمارس معها العنف أشكالاً وألواناً من المهد إلى اللحد؟ واستسهال تنفيذ جريمة الاغتصاب بالرغم من قسوة وتغليظ العقوبة، وبالرغم من كم الإدانة الاجتماعية الضخمة التى توجه للمغتصب، وليس له إلا تفسير واحد، وهو أنه يوجد اغتصاب فى نواحى كثيرة من المجتمع تحتاج إلى تدخل.
تعريف الاغتصاب والتحرش الجنسي كمصطلح اتسع بفعل الفهم الرحب والمتسع لحقوق المرأة وحريتها، فهو حالة التحرش والتلاصق بأعضاء الجنس سواء اقترن ذلك بجنس كامل أم لا، وسواء اقترن باستخدام القوة أو التهديد بها أم لا، وذلك دون موافقة الأنثى ورضاها. وكذلك إذا كانت الضحية قاصرا تحت السادسة عشرة أو كانت معاقة عقلياً أو حركياً. وانطلاقاً من هذا المفهوم فإن اتصال الزوج بزوجته جنسياً دون رضاها وموافقتها يعتبر اغتصاباً. ويشهد القضاء فى الدول الأجنبية قضايا تتهم فيها الزوجات أزواجهن باغتصابهن ويحكم فيها لصالحهن. ولإثبات أن معظم حالات الاغتصاب هى صور عنف وردود فعل إجرامية لأشخاص سيكوباتيين أو مرضى نفسيين وليست من أجل اللذة الجنسية فقط والتى من الممكن أن يحصل عليها فى أى بيت دعارة، أثبتت إحدى الدراسات العلمية الإحصائية أن نصف حالات الاغتصاب تقريبا ينهى فيها المغتصب العملية الجنسية فى الدقائق العشر الأولى، ويتبعها بعد ذلك بالإيذاء النفسى والبدنى للضحية والذى قد يتطور إلى قتلها أى العنف قبل النشوة والتدمير قبل النزوة.
والتدمير النفسى ليس وليد اللحظة، وبالعكس لا يمكن نسيانه طوال العمر، لدرجة أن الأطباء قد نحتوا مصطلحاً طبياً جديداً لوصف ما يحدث بعد الاغتصاب، وهو متلازمة حادث الاغتصاب والذى يمر بمرحلتين:
1. المرحلة الحادة: وتستمر من عدة ساعات لعدة أيام بعد الحادث، وفى هذه المرحلة يعترى الضحية اضطراب شديد فى السلوك والتصرفات وتهيج وانفعال وإحساس شديد بالغضب والذنب والشعور بالتحقير والذل والمهانة، وقد تستطيع الضحية فى أحوال قليلة أن تكتم أحاسيسها وانفعالاتها وتختزن معاناتها النفسية فى اللا شعور كخبرةمؤلمة،تتسببفيما بعد فى كثير من الأمراض النفسية. ولا يتوقف الأمر عند الاضطرابات النفسية فهناك الكثير من الاضطرابات الجسمانية مثل الصداع والإرهاق والأرق واضطرابات الجهاز الهضمى مثل القيء والإسهال والمغص، واضطرابات الجهاز البولى مثل كثرة التبول أو التبول اللا إرادى كما أنها قد تشعر بأعراض بعض الأمراض الجنسية التى ربما قد تكون قد انتقلت من الجانى إليها.
2. المرحلة المزمنة: وتبدأ هذه المرحلة بعد الاغتصاب بحوالى أسبوعين أو ثلاثة، وفيها تبدأ المغتصبة فى العودة التدريجية إلى طبيعتها، وإن كان ينتابها الكوابيس والمخاوف ذات الطابع الجنسى، ومع المساعدة النفسية والطبية والتأهيلية قد تشفى الضحية، ولكن الغالب الأعم لا تتعافى من هذه الخبرة المؤلمة وتظل تعانى طوال عمرها من اضطرابات نفسية مزمنة وفقدان للإحساس بالأمان وبرود جنسى، وإذا كان المغتصب مصابا بأمراض جنسية، فإنه ينقلها للضحية، وأهم هذه الأمراض الإيدز والسيلان والزهرى والكلاميديا والعدوى الميكروبية، ما يتسبب فى التهابات الجهاز التناسلى وانسداد قنوات فالوب وما يستتبعه من عقم، ورغم أن احتمالات الحمل بعد الاغتصاب نادرة فهى تتراوح ما بين 2-4% فإن الضحية غالباً ما تواجه موقفاً غاية فى الصعوبة قد يعرضها لمخاطر الإجهاض العشوائى بما يصاحبه من تلوث ونزيف و موت.
تشير تقديرات المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية إلى أن جرائم الاغتصاب تبلغ أكثر من عشرة آلاف جريمة سنوياً نقلاً عن مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسى لضحايا العنف، وهو رقم مرعب وخطير وحتى لو كان الرقم الحقيقى النصف، فهو ما زال مرعباً وخطيراً، وللأسف لا يتم الإبلاغ إلا عن 2% فقط. وفى الصعيد لا يتم الإبلاغ عن حالة واحدة، ويرجع د. أحمد المجدوب صعوبة معرفة الحجم الحقيقى لظاهرة الاغتصاب إلى تفضيل الفتاة، وأهلها تكتم الأمر لأن الجيران والأهل وحتى المعنيين بالمسئولية يلقون باللوم على الفتاة فى كثير من الأحيان لمظهرها المغرى، أو سلوكها المتساهل.. الخ، الأمر الذى يؤدى إلى تعذر زواج الضحية بعد ذلك إذا كانت لم تتزوج، أو إلى طلاقها إذا علم زوجها بما حدث، فتفضل السرية كذلك قد تكون الفتاة على علاقة عاطفية برجل يغتصبها ويعدها بالزواج حتى تمر لحظات القلق، وإذا أنتهى الأمر بأمان ولم تبلغ الفتاة، هرب الجانى من قيد العلاقة أو أبقى عليها فى شكلها السرى الجديد، وتظل الفتاة متعلقة بسراب الوهم، وقد يكون الجانى من أقارب المجنى عليها، وأحيانا من المحارم فتفضل هى والأسرة عدم الإبلاغ حفاظاً على كيان الأسرة، وأكثر جرائم الاغتصاب المبلغ عنها هى الجرائم التى تكون فيها الفتاة دون السن التى يعتد فيها برضاها، وإذا تصادف وأبلغت إحدى الأسر بما حدث لابنتها يظهر عندئذ العدد الكبير من جرائم الاغتصاب التى ارتكبها المتهم من قبل دون أن تقوم ضحاياه بالإبلاغ عنه.
المؤسف أن الوعى الجمعى يحصر كارثة الاغتصاب فى إطار الجنس وليس فى إطار العنف، ولا يريد أن يدرك أن الجنس ما هو إلا وسيلة فقط لتفريغ هذا العنف. وما زال يصر على أن الفتاة هى المسئولة والحل هو سجنها فى قمقم لأنها شيطان يتحرك على قدمين، وماكينة إغراء جنسية لا تستحق إلا الإعدام!، والأكثر إحباطاً أن المجتمع يمارس "الصهينة" و "الطناش" والتعامى عن ممارسات عنيفة ومضايقات جنسية لا تتخذ صورة الاغتصاب الجنسى الصريح الكامل، وقد اتسع مجال الاهتمام بهذه القضية بعد التقارير التى رفعت للأمم المتحدة، ونوقشت فى مؤتمر بكين 1995 حيث طالبت جمعيات حقوق الإنسان والجمعيات الحكومية والنسائية بضرورة الكشف عن صور العنف التى تواجه المرأة عموماً، ومن بينها مضايقات العمل وهى مضايقات كما عرفتها د. ثريا صالح أستاذ علم النفس بجامعة أم درمان بأنها محاولة الشخص بطريقة مؤذية غير ملائمة، وقد تأخذ عدة أشكال منها ما هو موجه لفرد أو مجموعة من الأفراد، ومنها ما هو موجه بصورة علنية مثل الرغبة أو عدم الرغبة فى فرد بعينه لمجرد الجنس، أو بصورة غير علنية، والمضايقات الجنسية Sexual Harassment هى أشد أنواع تلك المضايقات مرارة وعنفا. وتشير دراسة الباحثة ملك زغلول 1992 إلى أنه برغم صعوبة البحث فإن هناك عددا من النساء اشتكين من هذه المضايقات، وبلغت نسبتهن 18.5% فى الحضر، و7.3% فى الريف. أما عن مصادر المضايقات فهناك مضايقات من الزملاء الذكور بلغت 41%، ومضايقات من الجمهور 32.8%، ومضايقات بسبب التمييز ضد المرأة 5.4%. وقد أشارت إحدى الدراسات الميدانية الأخرى التى ذكرتها د. ناهد رمزى فى تقريرها الصادر عن رابطة المرأة العربية إلى أن 66% من الفتيات يتعرضن للعنف فى أماكن عملهن، ويأخذ العنف عادة طابعاً جنسياً ويتراوح ما بين:
– المعاكسة بالكلام أو الألفاظ ذات المعانى الجنسية 30%.
– التحرش باللمس 17%.
– الغزل غير المقبول 20%.
ويترتب على هذه المضايقات شعور الفتاة بالارتباك والخوف والإحباط فى 23% من الحالات، أو الشعور بالإهانة، والسلعية، والرغبة فى الانتقام 42% من الحالات، وقد أشارت 67% من الحالات إلى أنهن لا يستطعن ترك العمل بالرغم من تلك المعاناة لأسباب اقتصادية.
ومن صور العنف غير المتحضر إكراه الزوجة على إقامة العلاقة الزوجية قسراً وبدون رضاها. وهو سلوك لا يدينه المجتمع بل يعتبر الامتثال له واجباً مقدساً، وقد يجبر الزوج زوجته على أساليب منحرفة فى العلاقة رغما عن أنفها، وكأن هذا الجسد ليس جسدها بل جسده هو. وقد أجرى مركز النديم ومركز دراسات المرأة الجديدة بحثاً ميدانيا فى مصر أفادت 93% من عينة البحث أنهن يعتبرن المعاشرة الزوجية بدون رغبة الزوجة عنفاً، وبالطبع هذا هو الاسم المؤدب للاغتصاب الصريح الذى لم يردن التصريح به !!.
وإذا كان التحرش الجنسى بالمرأة جريمة بشعة، فالأكثر بشاعة أن يكون التحرش والاغتصاب لطفلة صغيرة، فهو هتك للبراءة، والجانى فيها لا يستطيع حتى أن يبرر فعلته بالهياج الجنسى، فالضحية عصفورة ما زالت تتعلم فن الطيران والحياة، وما زالت واثقة بأن كل الألوان بيضاء، وما زالت تؤمن بأن كل البشر صادقون، فيأتى الذئب البشرى فيقص زغبها الناعم ليبدله أشواكاً، ويعرفها أن اللون الأسود هو السائد، وأن كل البشر خفافيش تعشق الظلام، وإذا كان الأطفال يمثلون 45% من الشعب العربى، وهى أعلى نسبة فى العالم فلابد أن تمنح هذه المشكلة اهتماما أكبر.
وفى البداية ما تعريف الاستغلال الجنسى لجسد الطفل؟، انه اتصال جنسى بين طفل وبالغ من أجل إرضاء رغبات جنسية عند الأخير مستخدماً القوة والسيطرة عليه، هذا هو التعريف العلمى لهذا الاستغلال الذى يعرف أيضاً بأنه دخول بالغين وأطفال غير ناضجين وغير واعين لطبيعة العلاقة الخاصة جداً وماهيتها، كما أنهم لا يستطيعون إعطاء موافقتهم على تلك العلاقة، والهدف هو إشباع المتطلبات والرغبات لدى المعتدى. وإذا ما حدث الزلزال الأكبر داخل إطار العائلة من خلال أشخاص محرمين على الطفل، مما يعتبر خرقا للتابو والعرف الاجتماعى، وزعزعة لكل ما استقر عليه هذا المجتمع حول وظيفة وبنيان العائلة، وهو ما يسمى سفاح القربى أو زنا المحارم أو قتل الروح كما تسميه الباحثة ناهد باشطح التى كتبت دراسات مهمة حول هذه القضية، ويعرف سفاح القربى فى القانون بأنه ملامسة جنسية مع قاصر أو قاصرة على يد أحد أفراد العائلة.
وقد كتب الباحثان مكلوبتس ولفشيتس 1995 حول المقصود من الاستغلال الجنسى للطفل بأنه:
– كشف الأعضاء التناسلية.
– إزالة الملابس عن الطفل بطريقة إغوائية.
– ملامسة أو ملاطفة جسدية خاصة.
– التلصص على طفل.
– تعريضه لصور أو أفلام فاضحة.
– أعمال مشينة وغير أخلاقية مثل إجباره على التلفظ بألفاظ فاضحة.
– الاغتصاب.
وعن كيفية الإنتهاك الجسدى للطفل تقول الباحثة ناهد باشطح إن المعتدى هو شخص يكبر الضحية بخمس سنوات على الأقل، وله علاقة ثقة وقرب للضحية فى معظم الأحوال. وقد دلت الدراسات على أن أكثر من 75% من المعتدين هم ممن لهم علاقة قرب بهؤلاء الأطفال، ويتم الاعتداء عن طريق التودد أو الترغيب، وهو استخدام الرشوة، وتقديم الهدايا أو عن طريق الترهيب والتهديد وهو التخويف من إفشاء السر أو الكشف عن الاعتداء وذلك عن طريق الضرب والتهديد بالتوقف عن حب الطفل.. الخ.
لماذا تستغل البراءة؟ سؤال طرحته الباحثة لميس ناصر للبحث عن مبررات حدوث هذا العنف الجسدى تجاه الطفلة وصنفت هذه العوامل صنفين:
– العوامل الديموغرافية: وهى العوامل الاجتماعية والسياسية والنفسية والاقتصادية والعوامل القانونية، وأهمها عدم كفاية القوانين التى تحكم الاعتداءات الجنسية على المرأة والطفل، وقصور التعامل الأمنى مع مثل هذا النوع من المشكلات، وعدم وضوح بعض المفاهيم قانونيا مثل الإساءة الجنسية، ووسائل الإعلام التى تكرس مظاهر العنف فى البرامج التلفزيونية وألعاب الكمبيوتر.
– عوامل الخطورة: وتنقسم إلى عوامل خطورة ترتبط بالمعتدى وهو فى الغالب شخص قد أسىء إليه جسديا أو عاطفيا أو جنسيا، وعوامل خطورة ترتبط بالمعتدى عليه مثل بعض صفات الأطفال الجسدية والعاطفية التى تقلل من حصانتهم للإساءة، ثم تأتى عوامل الخطورة المرتبطة بالعائلة فبعض العائلات لها صفات محددة تزيد من احتمالية الإساءة فيها مثل النزاعات الزوجية والضغوط الاقتصادية، وأخيراً عوامل الخطورة المرتبطة بالمجتمع المحيط الذى يتساهل فى العقاب والعنف الجسدى ويعتبره أعلى أنواع التقويم مما يجعل العنف مبرراً.
الدراسة الوحيدة التى استطعنا الوصول إليها، ووجدناها تتناول موضوع التحرش الجنسى بالطفل فى مصر هى للدكتورة فاتن عبد الرحمن الطنبارى الباحثة بمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس. وتشير هذه الدراسة إلى أن حوادث الاعتداء الجنسي على الأطفال تمثل 18% من إجمالى الحوادث المختلفة للطفل، وفيما يتعلق بصلة مرتكب الحادث بالطفل الضحية إتضح أن النسبة هى 35% لهم صلة قرابة بالطفل، أما الآثار التى يتركها الاعتداء الجنسى على الطفل فقد لخصتها الباحثة والصحفية ناهد باشطح فى ثلاثة آثار أو دلائل:
الدلائل الجسدية: تختلف باختلاف العمر ومنها: صعوبة فى المشى أو الجلوس، أو أمراض فى الأعضاء التناسلية، إفرازات أو نزيف أو تلوث متكرر فى مجرى البول، أو أوجاع بالرأس والحوض.
الدلائل السلوكية: الإنطواء والانعزال والانشغال الدائم بأحلام اليقظة، وعدم النوم وكثرة الكوابيس، تدنى المستوى التعليمى وعدم المشاركة فى أنشطة المدرسة، تورط الطفل فى سلوك انحرافى، وعدم الثقة بالنفس وبالآخرين، والعدوانية، تشويه الأعضاء التناسلية وتعذيب النفس، ومن الممكن أن تقوم الطفلة بتصرفات إغوائية استفزازية.
الدلائل النفسية: ينجذب الطفل إلى الشذوذ الجنسي شيئاً فشيئاً ويؤكد ذلك بحث العالم الأمريكى جريجورى ديكسون 1996، والذى يظهر أن 49% من الشواذ جنسياً قد حدث لهم نوع من الاعتداء الجنسى فى طفولتهم.
الاغتصاب هو اغتصاب للروح، والتحرش الجنسي هو تحرش بكل ما هو جميل فى هذا الكون، و المرأة قارورة عطر تتعطر بها الدنيا فى هجير الوحدة وقيظ اليأس، فلنجعلها تفوح ناشرة شذاها غير خائفة، وغير مرعوبة من ذئب يتلذذ بجسدها، أو بلطجى ينهش روحها، لا تمنعوا عطرها بتحويله إلى بركة دم.
مشاركة منتدى
3 أيلول (سبتمبر) 2004, 19:54, بقلم may ilhosainy
anta ansan ra2i3 fi 6ae7ik ilomor wsta6a3it ana tanqol asorah biwdo7 atmnah an yfhim ilmojtami3 mah taqol 7tah yta7eraer min 3obodiyit ilwa7esh il2insan wisbi7 anisan biliah wa7esh
may musin phalstain