الأربعاء ٧ حزيران (يونيو) ٢٠٢٣

الانتصار لمبادرة احتجاج المثقفين في أزيد من 70مدينة مغربية

انطلقت شرارة احتجاج المثقفين، منذ يناير الماضي، في مواجهة السياسة الثقافية التي تمادت بشكل غير مسبوق في تبخيس الثقافة وضرب الفعل الثقافي المجتمعي. وقد جاءت هذه المبادرة من مختلف الأجيال والحساسيات الفنية، وخلقت نقاشا عكس نضج المثقفين المغاربة وكل الفاعلين في المجال، في رؤيتهم للثقافة ودور المثقف بوعيه النقدي في المجتمع بكتاباته وطرق تواصله.

وبعد استنفاد كل الجهود من أجل جعل الأوصياء على قطاع الثقافة يستمعون إلى عدد من المقترحات في إطار التشاور بهدف "استشراف تصور استراتيجي ومقترحات عملية تخص حاضر الثقافة المغربية ومستقبلها، ويجعل الثقافة والإبداع حاضرين في عمق التنمية وتجديد القيم، وتحليل العلائق بين الثقافي والسياسي في أفق الاختيار الديمقراطي وتشييد حداثة متكاملة".

ووجهت كل المبادرات بالإهمال، ولعلهم اعتقدوا أن الاحتجاج هو غيمة عابرة، ولم يدركوا أن هذا الفعل هو سيرورة طبيعية لوعي نقدي كان حاضرا دائما لدى المثقف المغربي، وتشكل في السنوات الأخيرة عبر:

 قرارين سابقين لمقاطعة أنشطة وزارة الثقافة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب في فبراير 2010 و2011 والاستجابة الواسعة له وما استتبعه من نقاش؛

- حركة الانتفاض على الجمود الثقافي والانسحاب الجماعي من اتحاد كتاب المغرب (مارس2015)؛

- حملة "دفاعا عن المجتمع" في مارس أبريل 2016، والتي انخرط فيها المثقفون بكثافة ضد كل مظاهر التخاذل والجمود والانتظارية والنجوى والتشفي أو الارتماء في الأحضان السالبة للحرية والتي تُفقد المثقف ومؤسساته الاستقلالية والحرية؛

 الدعوة إلى جعل يوم 26 مارس 2022 ، يوما للتعبير الجماعي عن الاحتجاج على السياسة الثقافية والسياسات العمومية في أكثر من 50 مدينة وقرية بالمغرب.

أما اليوم، فقد بلغ الوعي النقدي المسؤول نضجا غير مسبوق، في ظل احترام كل الأصوات والاختيارات، وتبيّن أننا لم نسقط فيما يُعكر صفو أحلامنا فاستمر عملنا مُنزّها عن نرجسيات العصر وعن الصغائر والضغائن والحسابات، لأن فِعلنا مرتبط بالمجتمع والإنسان، موصول بكتابتنا وتفكيرنا وبما هو جذري وتاريخي، بالرموز والأفكار والمعارف والمشاعر، بأحلام نساء ورجال بلدنا، بغضب شهداء ورموز ثقافتنا الذين منحونا القوة الدافعة والمُصفّاة الراقية.

إننا، في وضعنا الاعتباري الذي هو أمانة إنسانية ومجتمعية، ندين لوطننا بتاريخه المجيد الذي سطرته الأسماء التي لم تساوم على المبادئ، ولم تزايد على الاختيارت، ولم تسع إلى تحقيق أمجاد باطلة، ولم ترسخ سلوكات مائعة، وثقافة استهلاكية، وربح ظرفي، ولم تؤسس لعلاقة الراحة الأبدية القسرية بينها وبين منصب ومسؤولية... تلك الأسماء التي ربطت أمانيها بمجتمعها وبمواطنيه، وما يحقق رقيهم الإنساني والفكري،ويضمن كرامتهم الوجودية في العيش الكريم، والحرية الخلاقة، والتنمية المستدامة.

هذا الدين المجتمعي والقيمي هو الذي حرك وسيحرك مبادرات المرصد المغربي للثقافة، وهو إعلان الانتماء الذي لا يختبئ وراء كنايات مزعومة أو استعارات مضمرة.وكي نجسد هذه الاستمرارية، فإننا نعلن أن الخطوات التنسيقية، ومن أجل تتويج هذه المرحلة الأولى التي استمرت ستة أشهر، قد أفضت إلى:

 جعل يوم السبت 10 يونيو 2023 يوما للاحتجاج الثقافي وفق صيغ متعددة ب70مدينة مغربية ولحظة لتقييم مسار الحركية الاحتجاجية (تقييم أداء المرصد-تقييم مواقف الإطارات الثقافية-تقييم مواقف المثقفين في أفق إصدار تقرير الرصد السنوي)؛

 تحديد الخطوات والاقتراحات التي ينبغي تفعيلها مستقبلا؛


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى