الخميس ٢٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١
بقلم
إن الحرف لا يعطي العزاء
بع كاتبا بالديَّْنِ كيما تشتري خبزا وماءْفالحرف يبكي فقره يحسو مرارات العناءماذا تقول إذا ندبتَ أو اشتكيت صدى الغناءْفالليل خيم ماجنا والبدر غم فلا رجاءْوالشمس يحجبها الضباب فلا شروق ولا سناءالكون أظلم يا صديقي فهل سينفعني الحُداءوالسمن شاط بسعره والقمح شد به الغلاءوالشاي بادله العداوة مع وميض الكبرياء!والرز صار مبجلا كالنجم يمرح في السماءْواللحم طلقْ إسمهُ والخضروات مع الحساءْإن كنت تبغي أن تعيشَ فسبح الفقر الخواءْواشنق أمانيك التي كانت سراب الأغبياءْوالخبز لا تحلم به ودع حنينك للشواءْما كنت ترجو نفعهُ أضحى صديقا للهراءْخاطب رغيفا ضائعا يخطو بسرعات الضياءْصعبت علينا حالهُ فأسرَّها نجوى البلاءصيف أهل بحره فأهاجنا عذبُ السقاءْفالحر يبكي قلبنا أفلا يغازلنا بِهاءْأما الشتاء فوعده من بعدُ أن يفني الذماءْرشْح به وجع مرير زمهرير واعتداءْفالريح تلعب بالصغير وبالكبير على السواءوالشيخ دثّرَ نفسه بعباءة أخت الهواءْوالكل ضج فما له أن يستكنَّ بغير داءْها قد كفينا فقرنا والسعر أضخم ما يُراءْهذا عزاء الحرف إن الحرف لا يعطي العزاءعمري تبدد عاقرا من مثل ظل أو هباءْأمضى الحياة مؤملا في أن يرى بعض الهناءْفإذا به تصدى بشهقته مرارات النداءْويعود يزحف خائبا يجثو على سين وباءْماذا يؤمل بعدها من بعد أن برح الخفاءْأترى سينبت عشب قبري يا لأحلام الشقاءْ!أم أن قبر الفقر أقفر من حياة الاشتهاءْإني اكتفيت بما يؤمل دائر يرجو الفناءْ