الجمعة ١٦ حزيران (يونيو) ٢٠٢٣
بقلم مريم الشكيلية

اعترافات على الورق....

قررت أن لا أغير شيئاً من ذاتي..لوقت طويل وأنت تحاول أن تخبرني بأنك تشرع في الرحيل..

هل كنت تختبر ثباتي، واهتزاز الأرض من تحتي؟.

هل كنت تحاول أن تطلق ذاك الشعور الذي يعتريني كلما تمددت المسافات وتقلص الحديث، ذاك الخوف الذي طالما أخبرتك عنه؟

إنني أشعر بتلك الطريقة التي تحاول أن تستدل بها كي تخبرني بنفاذ فرحك، كأنني حجر تعثرت به يوماً ويساورك شعور بأن تزيحه جانباً في كل مرة..

لم أكن مغمضة العينين وأنا أراك تخرج من عباءة صمتك وأنك تحاول أن تنزع منك قميص إحباطك الذي طالما كنت متشبثا به وتتباهى به عند كل حرف..

إن هذا التحول الذي سلكته من الاشتعال المبهر إلى الانطفاء المخيف لم يكن ليخيفني لأنني كنت أتوقع حدوثه بعد أن كنت تختبر ردات فعلي وتدس حديثك المبتور بين السطور بنكهة الضحكات الملونه...

هذا الهدوء الذي تحدثت به وكأنك ظل ناسك يجلس في محرابه بوقار شيخ كبير، وكأن رحيلك هذا قد غير ملامحك وصوتك وحضورك...

إنني آخذ غيابك هذا على محمل الحرف وأبقيه في داخلي متجذراً، ويحدث هذا بكثير مما أكتبه وأكثر بكثير مما أشعر به..
لدي حساسية من الكلمات التي تخرج بوميض ضوء كاشف مصوب نحو ثقوب الفراغات... لهذا لا أشعل عادة قنديل حرف عندما أنسج نصاً على ناصية ثوب أبيض..

إنني أتعجب من تحايلي عليك عندما كنت تسألني ما أخبار قلبك وكنت أجيبك كقلبك...
كنت شخصاً أنفذ من حديثك وانسل من قبضة حرفك.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى