الجمعة ٦ نيسان (أبريل) ٢٠٠٧
أيمن رضا:

أيمن زيدان لا يدفع أجورا جيدة.. ولم يتقدم فنيا

لا يخشى الفنان السوري أيمن رضا في حديثه الجريء ردة فعل الوسط الفني، فهو قبل ان يكون جريئا في أحاديثه الصحافية، كان جريئا في تجاربه الفنية، حيث يكشف في حواره مع «الشرق الأوسط» في دمشق أسباب إخفاق تجربته الغنائية، ورأيه بعالم الفيديو كليب، كما لم يتوان عن الهجوم على بعض النماذج الفنية السائدة حاليا في سورية، وكذلك رأيه في أيمن زيدان ونجدت أنزور... وهنا تفاصيل الحوار.

- قدمت الموسم الماضي عدة أعمال مختلفة في أدائها الدرامي عن الطابع الكوميدي الذي عرفك الناس من خلاله.. فماذا قدمت لك هذه التجارب الجديدة؟

 الحقيقة تجارب العام الماضي جاءت نتيجة إضرابي عن الكوميديا التي عرفني الناس من خلالها، فمشاركاتي في مسلسلات «أسياد المال» و«الانتظار» و«غزلان في غابة الذئاب» أكدت لي أن الكوميديا في العالم العربي تأتي في الدرجة الثانية بعد الدراما الجادة، وللأسف العناية فيها أقل، كما أننا نفتقر للكُتّاب الجيدين الذين يقدمون همومنا ومشاكلنا بشكل ساخر. ما يقدم من أعمال كوميدية الآن جله فارغ ولا يحمل مضمونا جيدا ولاحظت أخيرا أن الأعمال الجادة هي التي تحمل كل همومنا ومعاناتنا، والواقع أن من يتفرغ للكوميديا لا يجد ما يعمل به لأن الأعمال قليلة وجلها مفرغ من المضمون الجيد. هذا الوضع السيئ لواقع الكوميديا العربية جعلني أعزف عن العمل بها، واتوجه للأعمال الجادة الجريئة.


 مشاركتك هذا الموسم كانت في أعمال جريئة جدا لدرجة أن ست ساعات من مسلسل «غزلان في غابة الذئاب» حذفت من التلفزيون السوري، فما الذي جعلك تتجه دفعة واحدة للعمل في هكذا أعمال جريئة؟


 مسلسلات «الانتظار» و«أسياد المال» و«غزلان في غابة الذئاب» كانت أجرأ ما قدمته الدراما العربية هذا الموسم حيث عرضت في أهم المحطات الفضائية العربية ولأنها تلامس واقع الناس بجرأة شديدة، ومشاركتي مع المخرجة رشا شربتجي في «غزلان في غابة الذئاب» كانت مهمة والعمل لفت انتباه المشاهدين العرب وشوهد بشكل مكثف وكبير حتى في المغرب العربي لأنه صريح ويطرح ظاهرة عربية وحالة مهمة وهي تسلط بعض أبناء المتنفذين على عامة الناس واستغلالهم لنفوذهم حيث هم فوق القانون والسلطة. وفي العمل لعبت دور شخص يتعاطى المخدرات ويعمل بائعا متجولا ويضحي بحياته من أجل عائلته. أما مسلسل «أسياد المال» فهو عمل جريء جدا أيضا يطرح حالة موجودة وهي تحالف أسياد المال مع السلطة وطبيعة حياة هذه الطبقة، والحقيقة أن كاتب العمل هاني السعدي ومخرجه يوسف رزق قدما طبيعة حياة أسياد المال كما هي بكل تفاصيلها الدقيقة، والواقع أن كل ما قدمه العمل من نماذج لمرض الإيدز والتسلط الاجتماعي والفساد والقهر هو واقع موجود وليس من خيال كاتب العمل، وعموما أعمال هاني السعدي ويوسف رزق واقعية وتعمل على مسح لكل مشاكلنا الاجتماعية وكلاهما يخلصان لعملهما ولهذا نجحت أعمالهما المشتركة.

أما مسلسل «الانتظار» فهو أيضا من أهم ما قدم عربيا وعرض على قناة «إم بي سي» وهو يتحدث عن المجتمع العربي الذي ينتظر ما لا يعرفه أو المجهول، وما يميز الدراما السورية أن مواضيعها منوعة ولدى فنانيها آراء مختلفة ولديهم قدرة على إدارة أعمالهم الفنية بنجاح.

- يقال إن مسلسل «غزلان في غابة الذئاب» تعرض عدة مرات للإيقاف في سوريا.. هل هذا صحيح؟

 العمل قدم للرقابة وتمت الموافقة عليه وصور ولم يعترض أحد عليه مع أنه كان الأجرأ في تاريخ الدراما العربية قاطبة. ونحن فقط عاتبون على التلفزيون السوري أنه لم يناقش حالة العمل كما تمت مناقشة الأعمال الأخرى وخاصة أنه أهم مسلسل عربي قدم هذا الموسم.

- لكن التلفزيون السوري اقتطع ست ساعات من العمل على اعتبار انه تجاوز الخطوط الحمراء؟

 حسب علمي نعم تم الاقتطاع منه وهذا موضوع يخص التلفزيون السوري. والعمل شاهده الناس كاملا على الفضائيات العربية. وبالمحصلة الهدف من العمل لفت الأنظار للظاهرة السلبية التي يطرحها العمل والعمل على علاجها، والقول إن هناك غزلانا كثيرة في غابة الذئاب.

- هل كان «غزلان في غابة الذئاب» أجرأ من مشروعك الفني الكوميدي «بقعة ضوء»؟

 «بقعة ضوء» كان أجرأ عمل كوميدي، لم نترك فيه شيئا إلا وطرحناه من مشاكلنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية بطابع كوميدي ساخر، وللأمانة «بقعة ضوء» يشكل حاليا أهم إنتاج كوميدي عربي ويعتبر أرشيفا لأهم مشاكلنا الراهنة. وهذا لا ينفي أن «غزلان في غابة الذئاب» كان أيضا جريئا جدا ولامس مشاكل الناس بمصداقية شديدة ولهذا نجح نجاحا منقطع النظير.

- ما صحة المقولة أن «بقعة ضوء» هو مجرد تنفيس لمشاكل الناس وأنه مدفوع من جهة ما؟

 هذا كلام غير صحيح. إذا قلت إن المسرح السوري كان في فترة ما يستخدم كمتنفس للناس أوافقك الرأي، وهناك بعض الأعمال التلفزيونية تستغل وتستخدم كمتنفس للجماهير وهذه يميزها المشاهد الذكي بسهولة لأنها أعمال تهريجية. أما أغلب الأعمال التلفزيونية السورية فهي تجارب فردية ولا علاقة لها بالتنفيس أو محاولة الترويح عن الناس. وصدقني «بقعة ضوء» من هذا النوع.

- لكن ألا تعتقد أن «أسياد المال» حاول جذب المشاهدين بما يحتويه من مشاهد إثارة ورقص وقصص ساخنة وملابس مثيرة؟

 كل ما في العمل واقعي جدا، وهذه النماذج موجودة في مجتمعنا، فكما توجد مطربة ترتدي القصير هناك أخرى ترتدي فستانا وهكذا.. وهذه كلها إرضاء للأذواق المختلفة من المشاهدين. وكذلك الأعمال التلفزيونية فيها ما هو محافظ في ما يطرحه وفيها ما هو جريء. ودعني أقول لك إن عملية النفاق الاجتماعي وقضية أن مجتمعنا نزيه ونظيف وأبيض هذا ما دمرنا وأرجعنا قرونا للوراء، والمجتمع لا يرقى ولا يتقدم إلا بالنقد البناء والمواجهة بالواقع وطرح ما فيه بمصداقية لمعالجة الخلل الموجود فيه. لا شك ان العمل فيه الكثير من الجرأة والواقع، مجتمعنا فيه كل شيء كأي مجتمع آخر وليس كله جيدا ومثاليا، وإن صدقنا هذا الكلام فنحن نكذب على أنفسنا وندس رؤوسنا في التراب لكي لا نعترف بالحقيقة.

- ألم يسئ لك يوسف رزق كما أساء للآخرين ممن عملوا معه في «أسياد المال»؟

 كنت مرتاحا معه، فهو مخرج يعرف ما يريد، هو يغضب ممن يتعاملون معه بغباء أثناء التصوير، هو مخرج مجتهد ويتبنى نصه ويتعب عليه وبالمحصلة هو مبدع في عمله.

- هل خلافك مع المخرج ليث حجو سابقا حول «بقعة ضوء» سيحول دون عمله معكم هذا الموسم؟

 خلافنا كان آنيا وحول مسألة فنية بحتة في «بقعة ضوء» قبل عامين وانتهت المشكلة ونحن نريد أن نعمل ونود ترك المهاترات والمشاكل جانبا، وإذا أردنا العمل معا الآن علينا الاتفاق على صيغة عمل فنية موحدة لنخرج بعمل جيد. وعموما ليث مخرج جيد وأثبت كفاءته حاليا.

- يقال إن نجدت أنزور دعاك للعمل معه ورفضت ذلك، ما صحة هذا الكلام؟ ولماذا لم تعد تعمل معه؟

 أبدا هذا الكلام غير صحيح، وهو لم يدعني أبدا للعمل معه منذ أن عملنا معا في مسلسل «نهاية رجل شجاع» عام 1994 وبعدها انقطعت اتصالاتنا الفنية، وأعتقد أن سؤالك لماذا لم نعد نعمل معا يجب أن يوجه له وليس لي.

- الأعمال التي تناقش قضية الإرهاب كيف تنظر لواقعها؟

 هي أعمال يتم تفصيلها على حسب رغبة المحطات التي تطلبها، وهي موجة مؤقتة تستغل الأحداث والواقع لتحاول محاكاتها فنيا، وفي نظري الواقع يتحدث عن نفسه ومهما حاولنا في أطروحاتنا الفنية فإننا لن نشابه الواقع الذي يراه الناس بشكل يومي.

- تجربتك الغنائية مع الكاتب المصري حسن إش إش لماذا لم تنجح؟

 لم تنجح لأن الشركة المنتجة «لين» للإنتاج الفني وهي سورية أرادت قتل التجربة ولم تدعم عملية تسويقها وترويجها تلفزيونيا، وهذا الإنتاج كان بهدف إلهائي عن مشروعي «بقعة ضوء» حتى لا أنفذه لوحدي. وهم مولوا المشروع ثم أهملوه ولهذا لم تنجح التجربة، المؤلم أنها كانت أغاني تعالج قضايا عربية وهي هادفة ومع هذا أهملت. والمؤسف أن الإعلام يدعم التفاهات، فأغنية «أنا دانه أنا دندن» دعمت أكثر من أغاني أيمن رضا الهادفة. والواقع أن الشركة المنتجة حاولت إنهائي فنيا عبر مشروع غنائي ولكن الحمد لله فشلوا فيما أرادوه.

- هل أصابتك هذه التجربة الفاشلة بالإحباط؟

 أنا فنان أجرب دائما وقد عملت في كل الفنون من الأعمال التلفزيونية للمسرح وحتى الفوازير والرقص وتقديم الإعلانات والغناء كلها أصناف فنية جربت حظي بها. كنت أقصد من خلال عملي الغنائي محاولة إحداث تطابق في الفيديو كليب بين الصورة والصوت والتجربة لو نجحت لكانت أوصلتني للجمهور المصري لكن مؤامرة إخفاء شرائط العمل وعدم الترويج للعمل أفشلت مشروعي الغنائي.

- اتهمت بأنك تقلد شعبان عبد الرحيم فيما قدمته من أغانٍ، فهل أزعجك هذا التشبيه؟

 أبدا لم يزعجني هذا القول لأنني لم أقلده أصلا. ولأنني كفنان لم أقبل بتقليد عادل إمام أنا لا أقلد أحدا مع أن شعبان عبد الرحيم مطرب شعبي ذكي جذب الأنظار له. وأتمنى أن يكون في سوريا مطرب شعبي بشهرة ونجومية شعبان عبد الرحيم، هذا الفنان أهم من كل مطربي سوريا ولبنان حاليا. هذا الرجل شكل حالة فنية وسياسية خاصة وهو يستثمر الأحداث ليغني لها، ويكفي أنه صاحب موقف سياسي واضح وأحترمه أكثر من الكثير من الفنانين العرب ممن لا موقف حقيقيا لهم.

- بصراحة من يلفت نظرك من جيل المطربات الجدد؟

 هناك مطربة تحتاج لكوي وأجرت خمس أو ست عمليات تجميل أو أكثر وما زالت تتدلعن للآن. وتفاجئني مطربة جديدة بمشاركاتها الفنية المتكررة مع مطربة تنازع الموت لأجل أن تحقق شهرة وانطلاقة بسبب ظهورها معها. ومع هذا لا شك هناك أصوات مهمة وجميلة تتمثل في أصالة وشيرين، ومن المطربات اللبنانيات يعجبني فن أليسا ونانسي لأنهما يمتلكان الموهبة والصوت الجميل وإحساسهما الفني جيد ولكن عموما الأداء الكرتوني للكثير من المطربات الجدد بات يستهوي الأطفال ولهذا الكثير من النساء ممن لديهن أعمال أصبحن يشغلن أولادهن عن اللهو والعبث في المنزل بالقنوات الغنائية التي تقدم مغنيات طرحهن الغنائي عبارة عن صورة ورقص كرتوني لا أكثر.

- هل تزعجك الشهرة الكبيرة التي تحققها المغنيات من أغنية واحدة، وأنتم كفنانين ربما لا تحققون ما حققته إحداهن إلا بعد سنوات طويلة وجهد جهيد؟

 لأنه توجد هناك محطات تريد الترويج لهؤلاء الصبايا وتغدق عليهن المال والشهرة، وتوجد قصص وكواليس كثيرة أخجل من ذكرها في هذا السياق، هذا كله أدى لنجاح ورواج نماذج فاسدة لا علاقة لها بالفن على حساب الفن الصحيح والراقي، وبالمحصلة هو تشويه للذوق العام ونشر للفن الهابط، وبالنهاية لا يصح إلا الصحيح.

- لماذا لم تعد تتعاون فنيا مع أيمن زيدان؟

 أوافقك الرأي، انقطعنا عن بعضنا، السبب بصراحة أن أيمن زيدان لا يدفع لمن يعملون معه أجورا تناسب مستواهم الفني. أنا اعتذرت عن عدم المشاركة في آخر عملين معه لأنه لا يدفع جيدا مع العلم أنني تنازلت له عن نصف الأجر الذي آخذه من غيره، وكان هذا سببا لعدم عملي معه.

- برأيك هل بدأ أيمن يتراجع فنيا خلال السنوات الأخيرة؟

 هو لم يتراجع بل هو لا يزال في مكانه وهو بدأ ينتج أعمالا قليلة التكلفة ويسوقها من خلال علاقاته مع الفضائيات العربية. وهو يعتبر أن أعماله تتسوق فبدأ ينتج أعمالا قليلة التكلفة متوسطة المستوى الفني. وعموما أيمن زيدان فنان مهم وله فضل كبير على الكثير من الفنانين السوريين وكان سببا لانطلاقتهم الفنية عندما كان مديرا لشركة الشام الدولية للإنتاج الفني.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى