أوسكار و انكسار
كانت يده ترتعش حين أمسك جهاز التحكم يريد البحث عن خبر جديد،أو ربما أمل جديد، سنوات ثقيلة تلقي بكاهلها عليه دونما رحمة أو شفقة.. يا قدس.. يا قدس.. يا مدينة السلام.. كانت تلك أغنية فيروز الخالدة، التي تختصر مأساة أولى القبلتين.. توقف عند تلك القناة ينصت باهتمام..كأنما يسمعها لأول مرة.. شرد و غاص مع الكلمات بعيدا.. شهق شهقة كادت تفجر صدره ..شعور لا يعرفه إلا من ذاق مرارة المنفى ..و البعد عن الوطن.. انتهت الوصلة الغنائية..مازال يسبح في الزمن الضائع.. في تاريخه الضارب في العمق،و الممتد إلى الأبد.
انتبه أخيرا.. أراد تغيير القناة يريد الأخبار، قبل أن يتسمر في مكانه.. و يشخص بصره كمن فاجأه ملك الموت.. دنا من التلفزيون بخطوات ثقيلة يدقق في الصورة، نزع النظارة و كأنه يرى بدونها.. إنها هي.. أقسم أنها هي.. اللعينة.. تراجع إلى الخلف يبحث عن أي شيء يتكئ عليه.. سقط جسده النحيل على الأريكة..كقشة تطفو في المحيط..قد أنهكه المرض، و قضى عليه، أو كاد، حزنه السديمي على بعض كبده.. وضع يده على قلبه يتحسس دقاته.. أوصاه الطبيب قبل أيام أن يبتعد عن المنغصات.. فقلبه الضعيف لم يعد يتحمل.. بات كل شيء في جسمه يؤلمه قلبه.. كبده.. رأسه.. عيناه.. أليست الحياة إلا هذه.. و كل هذه..
– 2-
– آه يا خيتي أم جورج،والله ما عاد فيني أتحمل.. واحد استشهد،و واحد في الأسر، و البنت مادري فين أراضيها.. و الحاج تحسين شوفة عينك.. تفضلي شاركيني القهوة..
– إيه والله الزلمة راح فيها.. الله يكون في عونكم.. بس انتي ريحي حالك شوي، انا بلشت اخاف عليك..
بدأت السيدتان في ارتشاف القهوة.. كانت مرة مرارة الأيام التي عاشتها العائلة.. و لكنهم يشربونها رغم كل شيء.. السكر غال.. و كذلك الطبيب أوصاهم بالتقليل منه.. ربما كتب لهم أن لا يعرفوا طعم الحلاوة ..
لم يعد للحاجة صالحة أنيس غير جارتها أم جورج،تقاسمها أفراحها و أحزانها، كما تقاسمها البيت أيضا.. بل الوطن كله.. بعد طردهم من فلسطين منذ خمس سنوات، لم يجد الحاج تحسين ملاذا غير لبنان، فاستقر فيها زمنا متنقلا من حارة لحارة، باحثا عن بيت يكتريه بثمن معقول.. لم يكن يملك من المال إلا القليل، وسرعان ما بدأ يتآكل.. ظل ثلاثتهم كذلك حتى قيض الله لهم أم جورج فأسكنتهم معها،ليؤنسوا وحشتها.. فقد رحل عنها زوجها الرحلة الأبدية، و رحل جورج إلى أمريكا اللاتينية حيث أعمامه هناك.. كذلك الحياة كلها رحلات..
الحاج تحسين.. كان يملك بيتا في القدس، و عملا، بل و أرضا.. و أولادا.. كانت الحياة جميلة رغم الاحتلال، و رغم الجنود الذين يشعرونك بالاختناق.. و ينتشرون كالذباب في كل مكان.. حتى جاء اليوم الذي قرر فيه ابنه البكر ياسر،أن يضرب المحتل.. بالمدفعية الثقيلة.. بالرشاش.. لا بل كانت حجارة ألقاها على دورية مارة، فأمطروه بوابل من الرصاص.. و غير بعيد كان شقيقه إلياس يراقب.. فبطون الفلسطينيات لا تلد إلا فدائيا ثائرا ..لم يجد أمامه حجارة.. بعد أن غدت عند المحتل أسلحة محظورة.. فصادروا الحجارة، لكن لم يصادروا القضية.. خلع حذاءه و ألقاه على أطولهم.. أشهروا السلاح و استعدوا.. لمواجهة الشبل الثائر.. فأمرهم كبيرهم بإحضاره حيا.. فدمه لا يستحق أن تضيع رصاصات فيه،و أمريكا لن تتصدق عليهم بالسلاح كل يوم..
إلى السجن أخذوه.. ثم انقلبوا إلى بيت الحاج تحسين فطردوه .. صادروا ممتلكاته فهم لا يحسنون غير المصادرة..
و بسرعة لفقوا القضية، و أحسنوا التمثيلية: مجرم، و قاطع طريق ،عائلة إرهابية.. لا مكان لها في القدس بل في كل فلسطين الأبية ..عند المحتل وحده تتبادل الأدوار.. فيصبح الجلاد ضحية ،و الحجارة رصاصة ،و الكلام سهاما تلك هي الحكاية.. حكاية كل فلسطيني ثائر..
ترك الحاج تيسير كل شيء مرغما و مكرها.. و بدأ الرحلة نحو المجهول.. كان يعرف أنه لن يعود إلى وطنه.. فلم يبق من العمر الكثير ..امتطى سفينة الأيام.. رحل و ترك خلفه تاريخه و أرضه.. رحل و ترك قطعة من كبده، بعضها في التراب و بعضها في السرداب. حتى الكوابيس التي كان يراها في أحلامه ليست بتلك الفظاعة ..و لا بتلك القسوة..
لطالما نقمنا على أحلامنا المزعجة، و لكنها ساعة من الليل ،فكيف بساعات العمر التعيسة الطويلة..
أصبحت لبنان مؤخرا تعاني اقتصاديا، و أصبح الحصول على عمل ضربة حظ ..و لحسن حظ الحاج تيسير أنه يتقن حرفة يدوية تعلمها من جاره في القدس، و لا تكلف كثيرا.. بات يجلس على أرصفة الطرقات يصلح الأحذية، و يلمعها لمن أراد.. مقابل بضع ليرات.. و قديما كان يتعامل بالشيكل.. ربما هي الحسنة الوحيدة في المنفى..
لم يبق من عائلة الحاج أبو ياسر إلا زوجته الحاجة الصالحة و ابنته دينا، كان عمرها عند الرحيل أربعة عشر سنة.. مضت السنون بسرعة و أصبحت شابة يافعة.. لم تكمل تعليمها بسبب المحتل.. فكانت أمها ترسلها لتعلم الخياطة، إنها الحرفة الوحيدة التي تتقنها كل النساء لو أردن.. لم تكن تحبها إلا لأنها سبب لخروجها من البيت . قد سحرتها لبنان بجمالها و انطلاقة المرأة فيها بكل حرية ..كانت تخيط الفساتين الجميلة و تقيسها في كل مرة.. تحلم بالشهرة.. و الأضواء .و الكاميرات .. رأتها ذات مرة صاحبة العمل فأعجبت بجمالها ،الذي كان مختبئا تحت الملابس البسيطة التي ترتديها ..كانت باسقة كالنخلة .. عرضت عليها فكرة عرض الأزياء.. فوافقت على الفور.. لم تستشر عائلتها.. فهو حلمها منذ الطفولة ..و بدأت رحلتها نحو عالم الموضة..
– 3-
مشت على السجادة الحمراء، بتيه وخيلاء.. كانت ترافق أحد الممثلين المشهورين حيث الأضواء ..عدسات الكاميرا..ا لصحفيون ..وكانت ترفل في ثوب طويل مكشوف الصدر و الظهر.. و تلبس كعبا عاليا من أشهر الماركات.. قد رفعت شعرها فبدا عنقها الطويل كإبريق فضة، زينته بقلادة من الماس ثمنها يشتري أراض كثيرة في فلسطين.. وقديما باع بعضهم أراضيه لليهود بثمن بخس.. و لكن الأرض و الشرف إذا بيعا فلن يعيدهما ملء الدنيا ذهبا ..
جلست بكل غرور ..لكن غرورها انكسر، كزجاجة عطر قبيح، بنظرات الاحتقار التي شعرت بها بمجرد ذهاب رفيقها .. الكل يعرف أصلها ..رغم محاولتها إخفاءه.. و الجميع يعلم سبب شهرتها ..لم تتسلق سلم الشهرة بجهدها و عملها و تفانيها.. و لكن بالأدوار الثانوية التي كانت تؤديها ..بالتنازلات التي كانت تقدمها.. ببيع شرفها.. بمرافقة أحد المشهورين.. لا يقولون فلانة بل صديقة فلان.. بحثت عن الشهرة فوجدتها لكنها مشوهة.. لكنها مظلمة.. تقدمت منها إحدى السيدات الراقيات..
– هلا أخبرتني عن اسمك العربي.. الجميع يعرفك باسم ناتاشا لكن الفضول يقتلني لمعرفة اسمك الحقيقي.. كما أن ثوبك الجميل هذا يعجبني، فهلا أخبرتني من أي دار أزياء اشتراه صديقك.. أعرف أن ثمنه كبير عليك.. و لكنك جميلة و تستحقين..
أطلقت ضحكات و انصرفت.. شعرت نتاشا بالذل.. احتقرت نفسها.. حاولت بكل الطرق تغيير ماضيها.. لكنهم لا ينسون ..
اقترحت على مرافقها الذهاب لأنها تشعر بالصداع..لكنه أصر على بقائها فهو مرشح لإحدى الجوائز ..و فوزه يعني فوزها لأن كاميرات العالم كلها ستصورها معه ..كأميرة من الأميرات ..أغرتها الكلمات فمكثت ..
– 4-
كانت دينا تتظاهر أمام والديها بالذهاب إلى الخياطة لتتعلم فنون الطرز و الحياكة.. لكنها كانت تذهب لإحدى المراكز المتخصصة في تدريب عارضات الأزياء.. كيف يمشين متمايلات..و كيف يحافظن على ملامح وجوهن.. و رشاقتهن ..كانت ممتلئة قليلا،فاشترط عليها إدوارد صاحب المركز، أن تنقص بعض الكيلوغرامات.. رغم أنها كانت تثيره ..و لكنه يخطط للبعيد.. و تحقق له ما أراد.. لاحظت الحاجة صالحة أن ابنتها نحفت كثيرا فخافت عليها، و لامت الحاج أبو ياسر لأنه مقصر في مصروف البيت. كان عليه أن يبحث عن عمل آخر حتى يضمن لهم عيشة كريمة..
– البنت راح تروح من بين ايدينا ،مو شفت وجهها كيف صار أصفر.. تقبر قلبي.. و لا كيف صارت متل الهيكل..
– و أنا ايش بايدي و ما سويته.. الحياة عمتصعب يوم بعد يوم..
اقترحت أم جورج على الأم المفجوعة أن تطعم ابنتها خلطة من العسل و المكسرات.. و لكن دينا رفضت فهي تتابع حمية، و لا تريد إفسادها.. كانت تتحجج بالطعام الذي لا يعجبها.. حتى سقطت ذات يوم مغشي عليها.. وصف لها الطبيب مكملات غذائية، و أوصاهم بإطعامها ..و ببعض التحاليل.. شعر الحاج تحسين بالذنب الكبير.. قطته الصغيرة تكاد تقضي بسبب الجوع و الفقر..
استيقظت دينا على دموع والدتها التي نزلت كالوديان الجارفة ..فأصابها بعضها ..انتابها ذعر كبير..
– إمي، شو فيه.. ليش الطبيب..شو حكالكم..
كانت ترتجف من الخوف.. فظنتها الحاجة صالحة تشعر بالبرد.. أسرعت لتحضر لحافا آخر..
– الحمد لله على سلامتك.. وقعت من طولك فأحضرنا الطبيب.. وصف لك أدوية و أوصاك بالغذاء الجيد..و طلب منا بعض التحاليل..
وقعت الكلمة على دينا كالصاعقة.. تذكرت.. حين كانت في فلسطين،اغتصب طفولتها أحد المستوطنين عندما كانت عائدة من المدرسة.. و هددها بقتل أفراد أسرتها إن هي تكلمت.. قتل براءتها و لم تبلغ الرابعة عشر.. هؤلاء يغتصبون كل شيء ..لم تعد تشعر بأنها فتاة كبقية الفتيات ..تحلم مثلهن.. فاختارت الهروب من هذا العالم ..شقت طريقها نحو الموضة في محاولة منها للنسيان، و رغبة في تحقيق الذات ..لكنها وقعت هذه المرة و بإرادتها ..أغواها إدوارد، و أغراها بهوليوود.. فاستسلمت.. لم تشعر بالخوف و لا بالذنب.. فما كانت تملكه انتزع منها ذات مرة بالغصب.. و ما سلب لن يرجع و إن رجعت فلسطين..
تحاملت على نفسها و قامت تريد الحمام.. الآن تحصد ما جنت ..هرعت أمها لوالدها تؤنبه و تهدده بالرحيل إن لم يوفر لهم عيشا أفضل.. فقدت ولدين و لا تريد أن تفجع في الثالثة .. حتى التحاليل لا يملكون ثمنها.. خرج المغلوب على أمره يبحث و يبحث.. وجده أخيرا.. يكنس الطرقات.. و يحمل عن الناس ما يرمونه من فضلات.. أصبح محل شفقة بعضهم. و مصدرا للسخرية عند من تجرد من الإنسانية.. و ما تبقى له من وقت يقضيه لإصلاح الأحذية.. كل شيء يهون لأجل دينا و أم دينا.. و ما العيش دونهن..
عاد ذات يوم فرحا و هو يحمل أكياسا من الخضر و الفواكه، و نتائج التحاليل.. اليوم يشبع الجميع.. و يسعد الجميع.. لم يكن الحاج أبو تحسين متعلما و لا زوجته ..قرأت لهما أم جورج التحليل ..كل شيء جيد.. الدم.. السكر.. الكوليسترول..آآ.. لم تستطع المواصلة ..سألاها لم توقفت، فأجابت:
– أنا ما عمبفهم.. يمكن فيه خربطة.. شي بيحط العقل في الكف.. دينا.. دينا حامل..
– 5-
كانت نتاشا تصبر نفسها بأن تلك السيدات اللواتي ينظرن إليها شزرا، مجرد غيوارت.. يحسدنها على ما نالته من شهرة.. كما يحسدنها على رفيقها الوسيم.. الذي اختارها دونا عن النساء ..هي تدين له كثيرا.. فقد انتشلها من الضياع.. تذكرت حين هربت من لبنان بعد اكتشاف حملها ..و كيف ساعدها إدوارد على دفن آثار الجريمة.. ثم سافر بها إلى نيويورك.. و هناك باعها بثمن بخس لإحدى العصابات التي تتاجر في النساء.. ليعود أدراجه إلى لبنان عله يجد ضحية ساذجة أخرى.. تبحث عن الشهرة..
ظلت لشهور تتنقل بين الحانات و الملاهي و الفنادق.. حتى صادف اليوم الذي تعرفت فيه على رفيقها جون، كان منغمسا في الشرب و التدخين،كمن يستعجل الموت.. جلست إليه ..فتح لها قلبه الذي طعنته زوجته، بعد خيانتها له و هروبها بولده نحو المجهول ..استمعت إليه بكل حواسها.. و أغدقت عليه كل حنانها.. من يومها لم يستطع التخلي أو الابتعاد عنها.. ساعدها لتشارك في عروض الأزياء.. كما عرفها على بعض المخرجين الذين اقترحوها لأدوار صغيرة.. فقبلت.. و تنازلت.. لم تعد تملك ما تبيعه أصلا، أو تتنازل عنه.. بدأت الأضواء تسلط عليها ،و بدأت الصحف تكتب عنها ..أصبحت نتاشا الآن.. المرافقة الدائمة لجون.. نسيت ماضيها.. نسيت والديها.. نسيت أخاها الشهيد، و أخاها الأسير.. نسيت قضيتها.. أصبحت تجالس الذين باعوا بلدها ..و باعوا السلاح للمحتل ليدمرها .. بل لقد جالست بعض من قتل شعبه ..
و آخر ما نسيت.. حسام، الشاب الفلسطيني الذي تعرفت عليه في أحد المطاعم.. حكت له قصتها.. أراد مساعدتها حتى تعود إلى الوطن، لكنها رفضت لأنها ألفت حياة الشهرة و السهر.. و بعد أشهر شاهدته على التلفزيون، ملقى على الأرض. مدرج بالدماء.. بعد تنفيذ عملية ضد المستوطنين.. شعرت حينها بغصة في حلقها، و حرقة في قلبها ..كان أشرف منها.. ولد في أمريكا و لكن لم ينس وطنه الأم.. و ولدت في القدس، لكنها باعت الدين و الأهلين..فليكن، هي الآن نتاشا، لا دينا.. الفنانة الشهيرة ..و ليمت الجميع بغيظهم..
– 6-
– أكان يجب أن تفعلي هذا بأبيك.. فضحتينا .. الله يغضب عليك إلى يوم الدين ..
بحث الحاج تحسين عن جهاز التحكم، يريد تغيير القناة بسرعة..لم يتحمل رؤيتها.. و لا يريد سماع أخبارها ..في ذلك اليوم المشؤوم بلى.. حاول البحث عن أعذار لها.. سأل الخياطة فأخبرته بخبرها ..قصد إدوارد فطرده بعد أن نعته بوالد الفاجرة.. أدرك أن قطته الصغيرة ما عادت صغيرة. لم تعد تقنع بالحليب و الخبز.. بل رامت السمك و اللحم..و لكن الناس هم من أكلوا لحمها.. و لم ينلها منهم إلا العظام..
شعر بنغزات قوية في قلبه كأنها السكاكين ..أصبحت الدقات بطيئة.. دق.. دق.. دق..توقفت السفينة.. و انتهت الرحلة.. الرحلة التي بدأها في القدس، انتهت هنا بغير ما اشتهى و تمنى، لم يصب منها إلا أحمالا، تنوء بثقلها الجبال..
في تلك اللحظة، دخلت عليه الحاجة بعد أن أنهت شكواها و قهوتها المرة، مع جارتها.. وجدته مقابل التلفزيون، شاخص البصر..ن ظرت إلى الشاشة.. فإذا هي دينا مع مرافقها على منصة التتويج.. أراد مجاملتها فأعطاها الأوسكار لتحمله.. و تلتقط عدسات الكاميرا لها صورا معه.. ألم يكن حلمها.. و إذا برجل يصعد مهرولا نحوها و يطعنها في قلبها، و قبل أن تهوي على الأرض، سارع النجم إلى إنقاذ التمثال من السقوط..و سقطت هي على السجادة الحمراء..