أطيَـافٌ مائيَّـة
فيم الغيابُ
وقد هامَ الألى حضروا
منْ جذبةٍ
مُرتآها القوسُ والوترُ؟
راحوا وما رحلوا
حاروا
إذا رحلوا
عن المعاني إلى الأقداح
تنكسرُ
باحُوا إلى حَور الرؤيا
وما برحوا
قيدَ التلعثم أطيافـًا
بها حورُ
وأسرجوا
لثغة القنديل واصلة
بينَ الفواصل
تأويلا لما اختصروا
وعرَّجوا صُعُـدًا
حيثُ انبلاجته
عمرًا حدائقه المغناجُ
تنشذرُ
بينَ السؤاليْن
إنْ شمسًا وإنْ قمرًا
فمنْ يقولُ
إذا شمسُ الرؤى قمرُ؟
ومنْ يقولُ
إذا ما حُلكة نظرتْ
وما تأولها
في نوره القدرُ؟
ومن يقولُ
إذا الليلُ الأسيلُ
سرى
إليَّ أسئلةً
أسفارُها سررُ؟
تُطوقُ البابَ
كالمشتى أسنتها
فيشرقُ الماءُ مسبيًا
إذا سفروا
وسافروا
في العيون النُّجل أغنية
كما الربيعُ
إذا ما ضاعَ يبتدرُ
همُ الألى
نشروا، والزهرُ خافقة
أعلامُه
روحُها من روْح ما نشروا
قالوا وما سألوا
سالوا بأوديةٍ من الكلام
ولا نبرٌ ولا فقرُ؟
الوِردُ في لغة النجوى
يمرّ على وَردٍ
إلى لغة النجوى، فما الخبرُ؟
لا شكلَ إلا حروفٌ
مُرنحة
من المتاهةِ لواحٌ بها
الأثرُ
لا لوحَ إلا امِّحاءُ الذاتِ
في سُور
هيَ المتاهة تدحُو لوحَها
السُّورُ
لآ ظلَّ إلا مرايا
شاعـر وقافية ترفو
بموجتها
ما البحرُ يبتدرُ
كأنه حين يغفو
شبه معتذر
عن الحكاية ممدود
بها السَّمرُ
وإن صحا
فكأنَّ الليلَ منتبهٌ
إلى الحكاية
معقود بها النظرُ
وإنْ رأى
فالثريا شبه ناهبةٍ
منه الذي
ما رأى
والحرفُ يعتذرُ
وللمعاني
تسابيحٌ وأجنحة
كأنما الحرفُ أشباحٌ
ولا خبرُ
كأنما سَفرٌ
ما كانَ من سفرٍ
إلى الدوالي
وكرمُ السفح يُعتصرُ
كأنما السِّفْـرُ أقداحٌ
ومِروحة
تطوي المسافة أقداحا
ولا أثرُ
كأنني أقرأ الألواحَ
منْ عمُري
والجرحُ يكتبني آلا
ويختصرُ
كأنكَ السابرُ الأسرار
منقدحا
بالليل يسبرُ أسرارا
ولا قمرُ
قرأتُ هذا الجمالَ البكرَ
فابتدرتْ
مني القوافي
كماء الورد يـنتـثـرُ
وقلتُ: أكتبُ نثرًا
فاشرأبَّ إلى كأس القصيدةِ
ما يرقى به العمُرُ
وقالَ لي
هذه الأطيافُ منْ سُوَر
تشدو
فكيفَ شدتْ
منْ لطفها السّوَرُ؟
هذي ينابيعُه المائية
ارتعشتْ
كأنها خفرٌ يسري به
خفرُ
فاشربْ
سلمتَ من الترحال
منطرحـًا
كأنما الظمأ المجنونُ
لا يذرُ
منَ المسافة إلا شبهَ خرقته
واشربْ
فلا ظمأ إلاكَ يبتـدرُ
هذا الجمالُ..
ولا أنسامَ أرسلها
إلا الندى
يتهادى طـيَّه السحرُ
فاسلمْ
لمجْمع أهواءٍ
عطفتَ به على البهاء
منَ الأشذاء
تنشذرُ..
واسلمْ
كما أنتَ فالدنيا
مُوشحة
وأنتَ أندلسُ المغنى
ولا وترُ..