على مقعد في الحديقة ٨ آذار (مارس)، بقلم أمينة شرادي جلست في صمت وخشوع طويلين، كأنها تؤدي صلاة، لا تتكلم ولا تحدث ضجيجا. كانت تأتي كل يوم الى هذه الحديقة، وتجلس على نفس المقعد وتنام بين أحضان الأشجار وأصوات العصافير. تظل في رحلة خشوع طويلة. وبعدما (…)
جسد في مهب الريح ٨ شباط (فبراير)، بقلم أمينة شرادي مر من أمامي هزيلا، منحي الراس، يستوطن جسده النحيل معطف بني عريض. يتمايل بخفة عند كل حركة كثوب معلق تخترقه أشعة الشمس. تذكرت ساعتها ذلك المعطف البني، عندما التقيته وهو يهم بمغادرة المؤسسة. قلت له (…)
حديث رجلين ٤ كانون الثاني (يناير)، بقلم أمينة شرادي كانت عيادة الطبيب غاصة بالمرضى. كل ينتظر دوره. كانت هناك حالة من الصمت التي خيمت على المكان. لا تسمع سوى صوت التلفاز المعلق أعلى الحائط كأنه رقيب على حركة كل واحد منهم. في الجانب الأيسر من قاعة (…)
طفل تاه عن حلمه ٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٤، بقلم أمينة شرادي كان الجو ممطرا، وباردا برودة قاسية ترتعش لها الأبدان. كنت مسرعة أبحث عن مكان لأحتمي به من المطر الشديد. لمحته يجري في نفس الاتجاه الذي أذهب اليه. أدركت أنني أعرفه. كان يرتدي قميصا قصيرا وسروالا (…)
طفل تاه عن حلمه ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٤، بقلم أمينة شرادي كان الجو ممطرا، وباردا برودة قاسية ترتعش لها الأبدان. كنت مسرعة أبحث عن مكان لأحتمي به من المطر الشديد. لمحته يجري في نفس الاتجاه الذي أذهب اليه. أدركت أنني أعرفه. كان يرتدي قميصا قصيرا وسروالا (…)
امتلاك مجنون ٤ آب (أغسطس) ٢٠٢٤، بقلم أمينة شرادي كانت رحلة العودة من الماضي القريب جد مؤلمة، لم تهملها لحظة سكون أو راحة نفسية. تتهاطل عليها الذكريات بشكل مفزع وتؤذي راحتها النفسية. فكرت طويلا، توقف دماغها عند نقط الصفر. ولم تعد تستحمل. اما (…)
حكاية ابن خديجة ٢ حزيران (يونيو) ٢٠٢٤، بقلم أمينة شرادي كان جالسا، متكئا على عربته المتآكلة. نظراته حزينة وغامضة، يتابع بغير اهتمام كل داخل الى السوق وخارج منه. ابتسامة تظهر وتختفي. يحمي رجليه بحذاء لونه باهت ويحمل آثار الزمن. عربة فارغة تنتظر من (…)
نــــاديـــن ١٩ آذار (مارس) ٢٠٢٤، بقلم أمينة شرادي صرخت وسقطت أرضا. غابت عن الوعي، اقتربت منها ابنتها نوال، حاولت اسعافها. ارتبكت، بحثت عن هاتفها، اتصلت بوالدها. هاتفه مقفول كالعادة. عندما يغادر البيت الى العمل أو المقهى، يقفل هاتفه ولا يهتم (…)
احتفال ٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٤، بقلم أمينة شرادي امتلأت قاعة الشركة عن آخرها. احتفال بهيج، نهاية سنة وولادة أخرى. موسيقى تستوطن المكان وتسافر به الى عالم آخر. كله سحر وهدوء وجمال. كان الاحتفال. وكانت، هي هناك، ترمقه من بعيد. من وراء باب مكتبها. (…)
في انتظار الوظيفة ١٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٣، بقلم أمينة شرادي دخل يجتر خطواته بخجل، نظرات مترددة وتائهة. كعزيز قوم ذل. يحمل بيده كيسا صغيرا من البلاستيك يحتوي على بعض الأوراق. يظهر على ملامحه التعب والخوف. نظر الي، ثم حول نظراته المضطربة اتجاه الموظف القابع (…)