أنام في حظائر النسيان

ولأن أمل دنقل كان واحداً من أبرز عشاق الحياة - ليلها ونهارها - فقد كان - في فترة من فترات حياته وليس كلها - يهوى السهر، أقول السهر وليس السهرات. وخوفاً من ألا يتمتع بمنظر طلوع النهار فقد كان سهره مع القراءة وكتابة القصائد يمتد إلى ما بعد الشروق ثم ينام إلى ما قبل الغروب. وكما قال لي أكثر من مرة، إنه لا يستطيع أن يغمض جفنيه بعد السهر الطويل إلا تحت وابل من أضواء النهار، وبعد أن تكون الشمس احتلت مكانها من الفضاء البعيد. ويرتبط بهذا حبه للبحر وللإسكندرية بخاصة، تلك المدينة البديعة التي أهدى إليها ديوانه الأول "إلى الاسكندرية... سنوات الصبا" وظل يحتفي بها في دواوينه التالية