
يا صغيري، لا تخف
مريم غنيم
يا صغيري، لا تخَفْ، فاللّيلُ يمضي لا يطولْ
والحكايا الموجِعاتُ غدًا سيطويها الأُفُولْ
قد سلكتَ الدربَ وحدَكَ، حافيًا وسطَ الظّلامْ
كنتَ تبكي في خفاءٍ، لا رفيقَ، ولا كلامْ
سامحِ القلبَ الّذي أوجَعَك يومًا بالصّراخْ
سامحِ الكفَّ التي ظنّتْك جُرمًا في الجَناحْ
كنتَ طفلًا، كنتَ زهرًا لم يزلْ غضَّ العِظامْ
كيف ضاقتْ بك دنياكَ؟ كيف سادَكَ الأسى؟
كم تمنّيتُ لو أنّي قد حملتُ عنكَ هَولْ
كم تمنّيتُ لو أنّي كنتُ أُحنيكَ كظِلْ
لا تُؤاخذني صغيري، قد كبرتَ بغيرِ دِفْء
قد زرعْنا فيك خوفًا حيثُ ما كنتَ تُحبّْ
لكنَّ صدري لك مأوًى، إن تشأْ فيهِ احتمِ
كلُّ جُرحٍ قد بكى فيك، كلُّ دمعٍ قد رُمي
يا صغيري، لا تخَفْ، فالآنَ صِرتُ رِفدَكَ حقْ
هاك كفّي، ضُمَّني، إن أتاكَ الحزنُ عُدْ
مريم غنيم