همسات رلى جمعة
أشتاق إليك أيها البحر... لست أدري لماذا؟ و أبحث بين طيات نفسي علني ألتمس إلى الجواب سبيلا من بين أمواجك المتلاحقة المتخابطة. أحس أني أعرفك منذ أجيال.. ربما قبل ولادتي... فأنت كبير و عميق كعمق هذه الجذور الضائعة و كبر هذا الكون الفسيح.. ربما و جدت فيك ملاذا ووطنا فأنا خلقت في المنفى بلا وطن و بلا هوية وما زلت شريدة أبحث عن وطن بين جنباتك.. كل ما أعرفه عن وطني ساحل ضاعت معالمه و بقايا عبق قادم من بيارات البرتقال... أه أيها البحر فأنا غريبة و لا أشعر بالأنسة إلا في حضرة جلبتك البهية..
فأنا و أنت توأمان يجمعنا ذلك الخوف و الاضطراب التي ترقص له أمواجك في ليلة مقمرة.. كرقصة الغجرية بثوبها المرصع بالمعادن.
أعجب لك يا صديقي فكأننا واحد في عالمين مختلفين.. تجمعنا القوة و يجمعنا الحنان... تجمعنا الأنانية و ذلك العطاء اللا محدود.. فها هي زوابعك الهائجة تقتلع كل ما أمامها كنفسي الحائرة، و ها أنت يا سيدي لا تتوانى عن ابتلاع كل شيء كالنزعات التي تعتريني فأفقد صوابي و تدفعني لامتلاك كل شيء... و بنفس الوقت فعطاؤك جم و كنوزك وفيرة كتلك الغابات الظليلة التي أحتضنها بين جنباتي..
بالله عليك أيها البحر هل كنت أنا و انت على موعد! كيف التصقت فيك و شربت موجك حتى الثمالة.. فأنا انت و أنت أنا... أمشي على شطئانك خائفة متلهفة لا أعرف لدربي نهاية..و لا أجرؤ أبدا أن أخطف زهرة برية من يد طفلة بريئة تسير نحوك بلهفة!!!