كما يليق بالحبيبة
(1)
إيمان يا أولى التمائم والنسيب
ثرثارة كل الشوارع والدمى
والوقت أعرج
الحزن يلبس عريه
للناس يخرج
الروح تقفز من يدي
وتهرول الطرقات مثل هزيمة
من أين لي بالرهبة المثلى لهذى الانطفاءات ..
الحزينة
من أين لي بالصوت أصرخ :
أين أنت
(2)
الليل جاء
النوم جاء
الكل جاء
إلا عيونك لم تجئ
فأظل طول الصحو أحلم بالبكاء
بالنمل يدخلني ويمضغني ..
ولا يجدي التهجد والدعاء
النمل يدخلني ..
فأخرجني ..
من الجب الموشى بالقصيد
حزني كـ" هولاكو "
حلمي كأطفال يتامى .
كفي يغني في أصابعها البكاء
يتفجر النبع انتشاراً
ويبين وجهك في عيون الماء
يسكرني ..
فأسكر ..
لم أكن يوماًَ نبيا
فاصطفيني يا مدى
كي أصطفى درب ابتسامك ..
حين سيري في السحاب
أضاحك الأطفال في بطن الحوامل .
وأحط كفي في الجيوب ..
تصير ماء ..
أرتق الشمس / الثلوج ..
وأرسم الأحياء للموت العفي ..
أقول ثُر
أدعوه يلعب دور نرد أو وداع
فلأقتبس وحيي من العينين نورا ..
أو قصيداً
ولأقتبس ناري من الروح السجينة ..
في القطارات ( البعيدة )
هيا اخلعي نعليك كي لا أشتعل ..
والق العصا ..
ستحيل قلبي رقصة للانتشاء
هي مولد الغزلان في وجه الأسود ..
الجائعة
هي صحوة الكربون ..
في وجه الشوارع ..
والعيون ..
وباعة الخبز المعطر ..
والمقاهي
فدعي غنائم ساعة الفزع المحطم ..
تستجير بمارقٍ ..
أسموه ( رامبو )
"دار السلام" الآن لا تشفي غليلي
دار الحروب الآن ... ( ها .. ماذا سأكتب )
كلا ولا حتى جميع القاهرة
كيف اصطفتني لوحة الطوفان ..
ربان السفينة ..
في بلاد المنتهى ..
وأنا الجبان
لا الماء آواني ..
ولا جبل الخيانة بارك الطغيان
كيف اصطفاني العقل ميلاداً
لرقص الريح ..
صرصر عاتياً
فمزجت رقصي في عيونك بالدموع
والنور سور يصطفيكِ
والأولياء السارقون محبتي ..
قد يقبسون الضوء منك ..
فيخلقون فجيعتي ..
لا " ريش " ..
لا " البستان " ..
لا " الجريون " ..
لا ...
لا شيء دونك يصطفيني
فأنا مللت الصمت والجورنال ..
والباص المعبأ بالزحام ..
وجيبة محبوكة ..
والأرض تنبت عاشقين ..
وباعة الفيشار والكورنيش ..
والعينين تختاران منطقة الصراع لنا
فدعي بكائي يجتبيني
ودعي السحاب يمر مصحوباً بروح الورد ..
ينثر فوق قبري رحمة ..
أو صورة لضياء لوجهك ..
للقداسة في عيونك
هو يوسف النجار يحمل فوق كتفي ..
أغنياتٍ للرماد ..
دعي الملائك توقظ القبر الضحوك ..
تسائل العينين في :
من أنت يا هذا ومن ربك ؟ .
قل من نبيك ..
والحبيبة يا فتى ماذا تسميها ؟
مري علي الآن قد أحيا
مري علي الآن كي أحيا
مري علي الآن قد أعددت صرحي
هي لجة ..
والصرح مُرِّدَ من قوارير الحكاية
قولي أيا ربي
إني ظلمت النفس أسلمت الفؤاد
إلى محمد
الهدهد الآن استباح الواقعة
حمل الرسالة ..
راح من غير الجيوب المتخمة
الهدهد الآن استباح المهجتين
حمل الرسالة ..
والفؤاد ..
ولم يعد
(3)
هذا أنا ..
فوق الرقاب كراقص ..
الخيل تدخل جنتي ..
كي يخرج الموتى إلى شفتي
تقتات أعشاب الحياة على طريق للسفر
فأعيرها .
شالا من النار المهدئة الصداع
فتبتسم
النسمة ـ الآن ـ البحار ..
بلا سيوف
سوف تُسْكَبُ في الحناجر فانفجر .
لتعانق الرئتين تمنحني قصيدا فارعاً/
سرا مذاعا ..
أو مواتا للعيون
فأنا الذي قد سار يوما في الهواء بلا جناح
فدخلت باب الوقت من أعضائه ..
حطمت سور السكر بعد الجلدتين
وولجت من باب التوحد في دمائي ..
واللظى ..
فوجدتني ..
فوق الصليب أعاند التصفيق ..
ورد الثلج يمنحني ..
دماء من جديد ..
يا لها من دهشة ..
ستعود تعوي في الليالي ..
في شفاه المتعبين ..
وهكذا ..
ستعود طاقات التشظي للميادين الكبيرة ..
للبنايات القميئة ..
للأهلة ..
للجنازات الضحوكة ..
لي ..
يطفو الإناء على صفيح النهر ..
حين يباغت الأمطار ..
بالنار العفية ..
بالدجاج المنتشي ..
هيا ادخليني كالمنى
فأنا وحيد يا أنا ..
في رقعة الصفصاف أخلقني ..
بريش للملائك خارق ..
لو أشتهي حزني ..
سأكتبه قصيدة ..
ليصيح ديك الحجرة الزرقاء ..
يضحى شهرزاد .
وأنا كذلك سوف أضحى ..
كالغبار وكالضباب
حتى أراني جثة ..
فوق الرقاب
(4)
يا بنت يا حزني
الحزن يقتلني ولكني أحبه
والشاي يحزنني
فصبي لي محيطا أو تعالي
سأقوم مأخوذا أشوفك تعبرين
إلى نهاية نظرتي
فأنا أراك ولا أراك
أنا أريدك لا أراك
أنا أريدك فاظهري
هذى الجماجم في الطريق
تفاجئ النور العقيم برقصتي
طود وأسماك تصيد الريح كي تهدي لنا ..
سنارة تصطادنا سفنا سمت ..
فاستيقظي ..
إن القيامة آزفة
أتتِ القيامة ..
والزجاجات السخية بالثقوب تفاخرت ..
سكبت رداء من مصابيح الطريق ..
على أصابع منزلي
فإذا أنا طير أحيل إلى التقاعد ..
والبكاء
وحقائبي سجني أطوف بها ..
على " نيرون " روما
لو صب لي بدرا ...
سيضحى جثة ..
والباب يولد مضغة ..
ويسير في الأحياء ..
يهمس للبنات اللابسات الجيب ..
بالشِعْرِ المشاكس
طالباً كوبا من النعناع .
فأعد لي شايا حزينا ..
وأعد للوجه ابتسامة ..
لا الشاي يكفيني ..
ولا وجهي يصافحه ابتسام
ماذا إذن ؟
سادور للشباك أرسمني حماما
راح يرسمك الفضاء
فدعي بكائي كي يرفرف فوقنا
فأنا غريب يا أنا
وأنا أحلق في المدى
من غير ريش قد أراك
وأنا أعيش كوردة ..
من فوق غصني قد أراك
أنا أسافر في الرياح لكي أراك
أنا سأفعل كل شيء كي أراك
فهل أراك ؟
(5)
إيمان يا وحيي
متزمل بالشعر أصغي للخطى ..
وأعبئ الجيبين بالأنهار
والأرق الجميل
وأعيد ترتيب الحكايا في المدارس
أو أرش فناءها بقصيدتين
وأعيد تلوين السماء
بنور وجهك والأفق
بصي إلى الصحراء حتى ينـزل المطر
مري بكفك فوق قلبي أطمئن
مدي يديك إلى القصائد واقرئي :
فبراير الماضي أتى متخفيا ..
لو كان يعلم ما جرى ..
هل كان يجرؤ أن يقول :
أيا خيوط تمهلي ..
لا تغزلي ثوب النيون الآن لي ..
فقط ..
أعيدي قطعة الموسيقى
أو علقي في ركبتي سيفين مقهورين
وزجاجتي سم جميل الرائحة
الشعر يقتلني ..
ولكنني أحبه
همجية الأشعار تهجوني ..
وحيداً ..
أستقل الباص من بين الجحيم
صار الغبار قضيتي ..
فأرصها فوق الغبار كعاشق ..
كان البعاد فجيعته
عبأت صوتي بالترانيم القديمة ..
حينما باح التراب ..
بدندنات ذاهلة
فدماء موسيقى لروحي ..
وانكسار للتوحد ..
من إذن ..
سيقاتل الأنهار والقمصان والميدان والعربات
في بوحي
بل من سيخسر غيرنا
هذا ابتداؤك وانتهائي
كل الشوارع عارية
كل القصائد باكية
كل البنات الآن يبكين الحبيب .
(6)
إيمان يا
قد علقت هذى القصائد مشنقة
وتسوقني جهرا إلى وجع التباعد
وانفجار الشرنقة
ألقٌ ..
لتشكيل اضطرار الهجر ..
يسطع في يدي كالمطرقة
هيا انثري وجهي على ريح القميص
على عيون الأهل ..
والأصحاب
الآن تضحى
موتتي
أيقونة للدمع ..
للجسد المصفد
للعذاب
(7)
إيمان يا ..
يا منتهى
الآن أهذي صامتا
متسلقا ضوء العيون وميتا ..
أو سابحا في كل أنحاء السدف
والدمع ينمو قبة فوق الأكف
والليل يهوي ..
والنجوم تجف
والشعر يصرخ يرتجف
هيا لليلٍ
للمدى
لقصيدة قد تستجير
هيا لنخلع روحنا
هيا نطير