الخميس ١٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣
بقلم
صمتُ ما بعدَ الفجيعة
كم من الأوراق استنزفْتْكم من الكلمات ذرفْتْوكم من الأحرف لأجلك نَزَفْتْ..ثم أدركتُ أنّ الأدبَ رِهانٌ خاسرٌ معَكْأنّ حِبرَ قلمي مُستباحٌ هَدْرُه عندَكْوأنّ كلّ قصائدي لمْ تُنظَمْ على بحرٍ يَطالُ شُطآنَكْ...كنتُ على قَدْرٍ من الحماقة بِأنْ ظننْتُ أنّ الكافَكفيلةٌ بتعبيد طريقٍ يحتوينا..وأنّ ما تبقّى من سبعةٍ وعشرين حرفاًحزبٌ ذو قضيةٍ من المُحالِ أنْ تستكينا..وإذْ بالكافِ تتهاوىبين مدٍّ وجَزْرٍ لأمواجِ شكٍّ تَعْترينا..صمدَتْ من أشلائها همزةٌألمحُها تحبو على سطورٍ تنادينا...ما خُيِّلَ لي أبداً أنّ أبجديّتي..حليفتي..من ألِفِها حتّى أخمص يائهاقد تتلعثم في حضرتكَ فتفقد سحرها..لُغتي خانَتْنيفأدمنْتُ سكوتي..معانيها طعنَتْنيفخسرْتُ في عُقْرِ مملكتي..واليوم اعتزلتُ الكتابةوَأدْتُ أوراقيوبترْتُ أقلامي الجوفاء...ما كانتْ لتكفيكوحين تَخذِلُ الأقلامتكونُ فجيعةُ الأدباء...أما أنتْ..لن تكونَ إلا أنتْ..فكن كما شئتَ حبيبيولا تكـترث للصمتْ..حبك سيموتُ بعد حينَيْنعند العاشرة مساءً قبل الحنين..سيموتُ أبكماً كما وُلِدْفهو لم يكن يوماً حقاً.. ولن تجد وراءه مُطالِبْ!..