السبت ٢٩ آذار (مارس) ٢٠٢٥
بقلم آدم عربي

صفورا!

ما كانَ موسى لو لمْ تكنْ صفورا
في الحُسْنِ سوداءَ كالقمر
وفي الخُلْقِ كالليلِ بيضاء
صفورا أنتِ الرملُ لمَّا كانَ البحرُ غديرا
والبحرُ أصفرُ على أكفِّ الزمن
أخضرُ للعواصفِ في سيناء
سيكونُ الصغيرُ في الحُلْمِ كبيرا
الحجرُ ابنٌ للوطن
واللهُ أبٌ للأنبياء
أنا لنْ أرى في الكتبِ كثيرا
الخمرُ في الكتبِ كأسُ السَّمَر
الكأسُ موسى وأنتِ الرياء
التاريخُ لموسى كانَ السريرا
ولفرعونَ كانَ الهرم
ولكِ التأوهَ في المساء
أنتِ الثديُ للأرضِ كان حريرا
والحريرُ للأرضِ قهرٌ وعدم
لَبَنُكِ للأرضِ قيءٌ وماء
أنتِ السنينُ إذا غفَتْ في الريحِ سكرى
والريحُ مصلوبٌ على شفَةِ المدى
والمدى قيدٌ لمنْ ساروا عراة
أنتِ الفصولُ إذا انحنتْ للأرضِ قبرًا
والأرضُ مشبوبةٌ بأكُفِّ النكْبَةِ
والنَّكبَةُ في الجُرحِ غُصاة
أنتِ البلادُ إذا استباحتْ أهلَها نارًا وزهْرًا
والزهرُ في كفِّ الجنازاتِ اشتعلْ
والنارُ في صدرِ الأُباة
أنا لن أرى في الحبرِ إلا الوَهْمَ بحرًا
والبحرُ في الأوراقِ مصلوبُ الجسَدْ
والحرفُ في كفِّ اللغات
أنا لن أرى موسى سوى ظلٍّ تعرَّى
يمشي على ماءٍ بلا ظلٍّ لهُ
ويعودُ محمولَ الرُّعاة


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى