سلامٌ لغزة
عاتبني صديقي الغزيّ جمال الزعانين لأنني قلت شعرا في يافا و بيسان و نابلس وأغفلت ذكر غزة، فكانت هذه القصيدة ردا على عتابه:
| لغزةَ في خاطـــــــري ما لها | من الشوق والوجد يهفو لها |
| وغـــزةُ في حدقاتِ العيونِ | تنيـــــــــــر دروبًا دجا ليلها |
| وغـــــــــزةُ بوابة الفاتحين | وحتــفٌ ترصد من ضامها |
| كذا دأبها عبر مـــرِّ الدهور | لها الشــــــام ألقت مقاليدها |
| جنوبًا، ترحــــب بالزائرين | و عنها تقهقـــــــــر أعداؤها |
| لغزةَ هاشمَ يعلو النشـــــيد | وتحلــو الأغاني وتردادها |
| وغزة في القلب يا صاحبي | وريدُ الحياة و شريانهـــــــا |
| عتبتَ عليَّ تذكـُـــــــرُ يافا | وما شاقني من رؤى حُسنها |
| ونابلسُ غازلتهــــــا قبلها | عروسٌ تتيه بعيبالهـــــــــــــا [1] |
| ومــن قبلُ بيسان أهديتها | عباءة شـــــــــــوقٍ لأغوارها |
| وأرجأتُ غزة لا عن قِلًى | ولا عن تَجَـــــــــنٍ لأفضالها |
| ولكنني كنت يا صـاحبي | أهابُ الوقـــــــوفَ على بابها |
| ومن فرط شوقي يفيض الفؤاد | ولا يحســـــــن النطقُ إجلالَها |
| فغزةُ أغنيةٌ في الشـــفاهِ | تغنيتُ دهــــــــــــــرًا بموالها |
| رضيعًا وأذكر أمي ترنمُ | في هدأةٍ قـــــــــد بدا صفوها |
| (مضى ظَعنُنَا عن شوارع غزة) [2] | سقيًا لهـــــــــــــا ولأظعانها |
| وغزة أم العُلا والملاحمِ | ساح الحــــــروب وأهوالها |
| وغزة تاجٌ لأعلى جبينٍ | ونجمـــة صبحٍ بدا ضوؤها |
| ســـــلامٌ لغزةَ أم الشهيدِ | تحنــــــــــــــو عليه بأهدابها |
| ســـــــلامٌ لغزة أم اليتيمِ | يَكسوهُ من عُــــــــــريِه شالُها |
| فغزة جُميـــزةُ [3]الجائعين | علـــى الدرب تُشرع أغصانها |
| ليلتقط العابــــرون الثمارَ | إذ تُخرج الدوحُ أثمارها |
| لغــزة أهدي لساني وقلبي | وقافيةً قد شـــجا وقعها |
| سقى الله غزة مــن رحمةٍ | تعم بها وبأكنافهــــــــــا |
| فغزة أرضُ الوفا والخلودِ | فأنعم بها و بعُمّـــــــارها |
