الأحد ١٨ آذار (مارس) ٢٠٠٧

رابطة المرأة السودانية.. السعادة الكنز المفقود

عواطف عبداللطيف

قبل أشهر حينما تدافعت النساء أفواجا وجماعات وفرادى ومن كل حدب وصوب لمقر السفارة السودانية لانتخاب رابطة المرأة السودانية كان ذلك بشارة خير بأن ربيعا قد بدأ يلوح في أوساط كوكبة من النساء ظل عطاؤهن مضمورا أو موؤدا رغم القدرات العلمية للكثيرات ومخزون الخبرات العملية التراكمية ولكن ما أن جاء وقت الحصاد ومساء الخميس 8 مارس تزامنا والاحتفاء بيوم المرأة العالمي كان الحضور ضعيفا مجموعة نساء السلك الدبلوماسي وموظفاته وعضوات الرابطة اللاتي انتصفن ما بين تصدر المنصة وجلوسا في القاعة الواسعة التي تأخر تجهيزها لأكثر من ساعة زمان عن الموعد المعلن للمحاضرة التي شارك فيها «مركز الاستشارات العائلية» مشكورا على التزام الحضور في الزمان والمكان والحرج على ما لم يأت ومن أتى.

السعادة هذه الكلمة الرنانة المطاطة كانت فاتحة المحاضرات ولكن كنا نتمنى ان يكون الحضور قويا والموضوع حيويا وعلى أقل تقدير ان يخصص هذا اللقاء ليكون «سودانيا سودانيا» لترتيب البيت من الداخل ولحض الهمم النائمة لتتدافع للمشاركة الفعلية بالرأي أو الحضور ولتلمس حاجة المرأة السودانية وسبر أغوار همومها في بلاد الغربة، تعليم العيال، لقمة العيش، الجودة والجود، الترهل والخمول في الذهن والجسد وترتيب أولويات المطروق والمسكوت عنه وأيهما تقام له الندوات وكيف نعصر الذهن للفائدة القصوى من اللقاءات التي تتم متباعدة في هذا الزمان الذي تحرك فيه عقارب الساعة بأقصى من سرعة حاجة الإنسان ومشغولياته التي تلاحقه حتى وهو يضع رأسه المثقل بالأفراح وبالهموم على وسادة قد تكون من ريش النعام وقد تكون غليظة شعثاء غبراء لمن يلتحفوا الأوجاع.

الأسر السودانية تحاصرها الأحزان إلا فيما ندر فحسنا تقام المحاضرات لاستدعاء السعادة المفقودة لأناس يتحزموا بالصبر والجلد بعيدا عن وطن جريح ما ان ينهض من فراش العلة إلا وتلاحقه الآخر في بعض من جسده المترامي الأطراف دارفور تئن نساؤها وتتوجع أشجار التبلدي والهشاب ورجالاتها ما بين متخاذل ومأجور وملاحق دوليا وجوع وفساد واغتصاب ووفود وأجندة وجنجويد وصغار التحفوا السماء وامراض عصية تنخر في العظام واسهالات وكتاب قرآن يتلألأ ليل نهار وصبية تحت اشجار كانت بالأمس ظليلة أبوا إلا كتابة حروف الهجاء ودحر الأمية والامساك على الجوع والعطش حتى الرمق الأخير من مشروع السلام.

شرق يتشرذم وشمال فقير تشكو شجيرات النخيل من سوس ضروس وجنوب ما ان اسكتت البندقية حتى عاس الناس فسادا وأقاويل وشبهات ونضال ومازال المواطن يشكو بطنه الخاوية وأرضه البور وعشته المحترفة من رصاص المجنزرات والكلاشينكوف الذي افرغ بطونه القاتلة والفالتة ردحا من الزمان «والخرطوم» تعقد المؤتمرات وحلقات النقاش وتبنى الطرق وتوزع الاتاوات وتطبع العملات وتتبخر الثروات ووفود تغادر وأخرى تأتي تتدارس وتتباحث للسلام وللاستثمار والبيع بالرطل والقنطار والمغترب ولهان يتطاحن ويتفق وابراج هناك تشيد ومشروعات تقام «وتباع» الله أكبر ولله الحمد.

ما هي هموم المرأة السودانية أيهما هي وأيهما أولوياتها ثقافة الجوع أم ثقافة الجسد والروح واي امرأة نعني حينما نتنادى تلك التي ترزح تحت هموم ومعاناة الوطن أم البعاد عن الوطن والأهل أم تلك التي تتغرب وسط أولادها وزوجها في عيشة ضنك أولاد تسربوا من التعليم لضيق ذات اليد لتراجع المداخيل فاتورة العلاج ورسوم الإقامات والإيجارات التي دفعت البعض للمشاطرة في الغرف والملاحق ام الضرائب والاتاوات ام تلك التي تمشي الهوينا تترنح في كعب الغزال وتسكن القصور ام تلك التي اغتصبت اختها وامها ام تلك التي تناضل وتهتف تسقط تسقط «USA» أم تلك التي التحفت السواد أم يا ترى هناك أجندة خفية وسعادة كالكنز المفقود على منصة مفتوحة لكل الاحتمالات وان كان من بقية للحديث فشكرا رابطة المرأة.

 همسة:

ويبقى السؤال أين المرأة.. يا رابطة المرأة السودانية ."الشرق"

عواطف عبداللطيف

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى