حينَ بَكاها فأبْكاني
الأيامُ العابرة ُكأنها لم تكنْ، غيومٌ مُصابة بالعقمْ، وظيفتها حجب زُرقة السماءْ، تعودُ ذات معنى، بمعاقرة دمعة ْ، والحياة الخالية من الحياهْ، المستمرّة بفعل إضراب الموت عن العملْ، تتنفسُ بعض وجودْ، بحضور شاعرْ...
***
محتشدٌ في جوف الوحش الأسودْ، حبيسُ الأنفاسْ، أستعيدُ خارطة الافتراسْ، كيف ابتُلِعْتُ دون مَضْغ ْ، قمعاً للصراخْ، ضرورة الوجعْ، كيف اختواني البلعوم الضيّق الطريّ، معصرة التمزّق باطناً، تمديداً لجسم الألمْ، حيث الانعصار خارجاً، انتعاش الأرواحْ...
***
نهارذاك، داخل خيمة من دخان السجائرْ، سألتُ وديعاً، كيفك وكتابة الشعر هذه الأيامْ؟،"بالنسبة لي كتابة الشعر ليست احترافْ"، أجابْ...
***
كأنّهُ لا يعلمُ أنّ غباره* المنثور في القصائدْ، أطيب من الزعتر والسمسم والسُمّاق، "أمنيتي أن أعود إلى شبطين* لأزرع السُمّاق"، قالْ، ودّعتُ "كوكتيل" البراءة، التواضع والوداعة ْ، متموضعاً خلف إسمنتٍ من القناعة، القصيدةُ بطانة الشاعرْ، أجمل ما في قصائده هو أنها هوَ، وأرقّ ما فيه هو أنه هيَ...
***
مساءً...حيث الوحشة في أحشاء الوحشْ، رنّ الوحيْ، دمعة سقطت من السمّاعة ْ، اخترقت القلب المتجمّد الجنوبيّ، أذابت الجليد المضبوعْ، تعثر الكلام على لسان الحالم بزراعة السُمّاقْ، فجّر البركانْ، سجينَ سجين ِ الوحشْ، اسْتَطيَرَ فراشة ْ، تبدأ بحرف الجيمْ، وانصرفْ...
***
تنفس الظلامْ، دفءَ دمعة ْ...
***
ليلتذاك انبلج ضوء اليقينْ، الشاعر لا يتوقف عن الكتابة ْ، إن هو بالحبر لم يكتبْ، بالحلم يكتبْ، غبار سُمّاقْ، بالقلق يكتبْ، كآبة ْ، بالدمعة يكتبْ، فراشة ْ، بالصمت يكتبْ، انبعاثاً...فانفراج ْ...
*غبار:أحد دواوين الشاعر وديع سعادة
*بلدة شبطين اللبنانيّة: مسقط رأس الشاعر