تاريخ الحايك الأبيض
تاريخ الحايك الابيض (والعجار) اللباس التقليدي الجزائري؟ لباس تشبه المراة الجزائرية بحمامة الجزائر البيضاء،
يقال إن الحايك مصدره الببلوس دوريان، وهو اللباس اليوناني، الذي انتشر في نوميديا عاصمتها حاليا شرشال، غرب الجزائر العاصمة، في عهد الملك ماسينيسا. وتطور هذا اللباس مع مرور العصور، ليتحول إلى ما هو عليه الآن …
وتختلف تسميته حسب المنطقة وشكله و طريقة لبسه هو الحايك و الكسا و الملحفة و المرمة، الحايك أو الحائك (والأصل الحيك ويقال له التلحيفة)، وهناك حبكة تختلف تماماً ان اصل الحايك دخل للجزائر مع الهجرة الأندلسية، وأسهم العثمانيون في نشره بين الجزائريات. بسقوط غرناطة سنة 1492م، هناك مصادر تقول ان الحايك ظهر في العاصمة الجزائرية سنة 1551 م،حيث حمل الأندلسيون ثقافتهم وتقاليدهم إلى جانب أرواحهم، وهربوا بها إلى السواحل الجنوبية للضفة المتوسطية، وكانت الجزائر و تلمسان وشرشال وتنس وبجاية، مدينة بجاية التي احتضنت كثيرا العلم وحطوا بها علامات، واصبحت قبلة لطالبي العلم كالفقه والدين والعلوم والرياضيات بشتى فروها، حتى هناك علماء ايطاليون درسوا الرياضيات في مدينة بجاية، من بينهم، أفضل عالم رياضيات أوروبي ليوناردو فيبوناتشي في الرياضيات. ومؤشر فيبوناتشي في الفوركس. والذي يستخدم لمعرفة مستويات الدعم والمقاومة. في الرسوم البيانية التوضيحية والآجلة في سوق العملات الأجنبية. ولكن القليل جدا يعرف أين درس هذا الباحث والعالم في الرياضيات. وبالكاد يصدق أنه درس في بجاية، شرق الجزائر.
وغيرها من المدن الشمالية الجزائرية وجهة الآلاف منهم.
و ذالك مع مطلع القرن السادس عشر بلغت الهجرة الأندلسية إلى الجزائر أوجها.
كان منتشراً في معظم أرجاء الجزائر أما بخصوص اختلاف لون الحايك في الشرق الجزائري فتروي الرواية الشعبية أن نساء الشرق الجزائري كن يلبسن الحايك الأبيض ثم لما قتل صالح باي، سنة 1792م لبست النساء الملاية السوداء (حايك أسود) حزنا عليه. خلال الوجود الفرنسي بالجزائر وبعيد الاستقلال بقي الحايك محافظا على وجوده، لكن بدأ في الاختفاء مع الثمانينيات القرن العشرين بعد الانفتاح الذي شهدته الجزائر.
ومن شدة انتشار الحايك بالجزائر العثمانية، صارت الجزائر تسمى في العهد العثماني بالبيضاء: كناية عن حجم انتشار لباس الحايك بين الجزائريات
يقول الباحث والمؤرخ الجزائري في الموروث الشعبي فوزي سعد الله إن"الحايك"صمد في وجه الملك الإسباني فيليب الثاني، قاوم الموضات المقبلة من الخارج طيلة قرون طويلة، ولم تزحزحه عن مكانته في فن الأزياء الجزائرية حتى عملية حرقه في ساحة الشهداء قبل الاستقلال من طرف نساء جنرالات فرنسا.؟
الحايك الابيض الذي يشبه المرأة الجزائرية وهي ترتديه كحمامة بيضاء، ولقد لعب دوراً كبيرًا اثناء الحرب التحريرية الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي للجزائر، استعمل الحايك كثيراً في عمليات ضد القوات الفرنسية، خصوصاً أثناء معركة الجزائر التي اندلعت سنة 1957م، حينها تعددت وظائف الحايك، ما بين حمله للمتفجرات من طرف الجزائريات لاستهداف الأحياء الأوروبية، وتنكر الثوار الجزائريين به لكسر الحصار المفروض على مدينة الجزائر خلال المعركة.
أبرز الثائرات الجزائريات اللاتي ارتبطت تضحياتهن الثورية بالحايك نجد كلاً من الشهيدة حسيبة بن بوعلي، والمناضلتين زهرة ظريف بيطاط وجميلة بوحيرد اللواتي استعملن الحايك كثيراً في عملياتهن ضد شرطة الاحتلال الفرنسي.
وانتقل الحايك الى تونس وليبيا، ويسمى ب السفساري.
اما في بلاد المغرب فكانو يلبسون القشابية هي الوحيدة التي لبسوها اهل المغرب، لانهم. حسب التاريخ رفضوا قدوم العرب من الاندلس بعد سقوطها، واتجهوا جميعا الى الجرائر حاملين لها حضارة وتطور كريمين خاصة في مجال اللباس والطبخ والعلم،
كانت المرأة الجزائرية تخفي تحته القنابل والمؤن التي كانت تصلها الى المجاهدين، كانت المرأة الجزائرية معروفة بالحرمة والشرف، فلا تترك الجندي الفرنسي يلمسها ابداً، وأيضاً لبسه المجاهدون الرجال مع العجار حتى يستطعون الهروب من بيوت القصبة العتيقة،،ويخفون تحته الاسلحة، بدون أن يلتفت لهم جنود فرنسا، فكان له دور كبير في خدمة الثورة الجزائرية، لذالك يعتبر رمز من رموز الثورة وعراقة التاريخ وتراث الجزائر …
(قصة العجار)
حسب بعض المصادر، فإن تاريخ العجار كان في القرن الخامس عشر، في وقت كانت العاصمة تكسب مكانة استراتيجية واقتصادية بين مدن البحر الأبيض المتوسط …
وجاء في مذكرات الأب هايدو، وهو راهب ومؤرخ إسباني، أثناء زيارته إلى الجزائر:"كي لا يراهن أحد كانت الجزائريات يغطين وجوههن بقطعة قماش مثلثة ومصنوعة من الحرير”..
وتبنتّ العاصميات هذه الموضة، خاصة أن العجار كان يسمح لهن بالتجوال بحرية دون الانهماك في تغطية الوجه بطرف الحايك، حسب ما هو معروف في الغرب الجزائري ب (بوعوينة) ويجمع الكثير من المؤرخين على أن المرأة الجزائرية كانت تتمتع بمزايا عديدة وحريات قد لا تجدها في الوقت الراهن، وكن يتجولن ويتسوقن ويتكلمن الصابر وهو لهجة تجارية… وكانت اليهوديات يرتدين الحايك أيضا ولكن دون عجار، كي لا يتم الخلط بينهن وبين بنات الحسب والنسب والعفة والوقار… وبقي العجار حبيس العاصمة لمدة طويلة، قبل أن يتعمم في العديد من الولايات، خاصة قسنطينة والتيتري في القرن التاسع عشر.
ولا يظهر العجار مثلا في الحايك الوهراني، بينما تخفي المرأة في غرداية وجهها بلف الحايك كاملا على الوجه وترك عين واحدة كي ترشدها إلى الطريق، وهو ما يسمى، ب (بعوينة) كما هو معرف ايضا في قسنطينة وسطيف بالثام وهو طويل نوعاً مع تطريز اطرافه بالحرير ويلبس مع الملاية،السوداء المعروفة في عنابة وسطيف وقسنطينة، التي تاتي مفتوحة على الصدر، لذالك يجب أن يكون العجار طويلاً نوعاً ما، حتى يستر صدر المراة السطايفية والقسنطينيات العنابيات المعروفة بانها تتزين بالحلي المصنوعة من الذهب في رقبتها،
القصة الحقيقية لابتكار (العجار) في القصبة الجزائر العاصمة استر يا لعجار من عينين الجار؟
تختلف الروايات عن أصل كلمة عجار، ولكن أغربها والاقرب الى الحكاية …
يحكى ان رجلاً من سكان القصبة، كانت زوجته جميلة جداً، وكان كلما يرافقها الى الحمام او الى السوق، أو لزيارة أهلها أو وليمة فرح، فكانت ترتدي الحايك الابيض، ووجهها مكشوف، فكلما مر على جاره، يبقى ذالك الجار يحملك باعجاب، الى زوجته، فغضب الرجل من هذا الجار، الذي ينتظره كل يوم، حتى. يقابله بنظراته أو خزرته لزوجته، فتملكته الغيرة على زوجته، فذهب عند الخياط، وقال له خيط لي قماش يستر وجه زوجتي … سألو الخياط: وعلاه؟ فرد عليه الرجل وقال له (باش نسترها على الجار”…) ام من"على الجار"فقام الخياط بخياطة قطعة قماش مثلثة تحولت إلى لعجار؟
وهكذا اخذ اسم (على الجار)، فاصبحت الكلمة مع مرور الزمن مختصرة باسم (لعجار)، ومنذ ذالك الوقت ما يقارب خمسة قرون، والمرأة الجزائرية تتفنن في طرز وحياكة انواع كثيرة من (العجار)، وأصبح من الاكسسورات الضرورية لمرافقة الحايك الابيض الجميل والاصيل اصالة هذا الشعب الجزائري العريق، ويصنع الحايك في مصانع النسيج التي كانت في القصبة، ولا تزال الى يومنا هذا تصنع وتنسج في مدينة تلمسان العريقة، اندلس الجزائر.
سانشر الصور القديمة للمرأة الجزائرية وهي تلبس الحايك وخيط الروح، حتى يعلم الجميع ان خيط الروج والحائط اصلهم من الجزائر