باع بلادي سفيهها
| قالوا رُوَيدَكِ بُرهَةً كُفّي الْغَضَب | قُلتُ: المَواجِعُ في الحَنايا كاللَّهَبْ |
| والحُزنُ أودى بي تَمَلَّكَ خافِقي | والرّوحُ عافَت ما تُلاقي من نَصَب |
| قالوا: حُروفُك عاصِفاتٍ تَشتَكي | والحَرفُ يحكي حالَ قَلبٍ مُضطَرِب |
| ناحَ الفؤادُ وفي عُيوني عَبرَةٌ | تُكوى بِلادي في أتونٍ من غَضَب |
| باعَ البِلادَ سَفيهُها وا حَسرَتي | أوّاهُ مِن شَعبٍ يُتاجِرُ بالخُطَب |
| وتَفَرَّقَ الجَمعُ الجَميلُ أحِبَتي | والجِسمُ أنهَكَهُ التَآكُلُ والتَّعب |
| أوّاهُ كَم نَزَفَت جِراحُكَ مَوطِني | وَلَكَم شَقيتَ وكَم ذُبِحتَ عَلى النُّصُب |
| والزّهرُ في رَوضِ الطُّفولَةِ قد بَكى | فَقْدَ البَراءَةِ والصّفا يا للعجَب ! |
| ولَكَم بَكَت فينا الكَرامَةُ عُمرَها | حُزنًا على أطلالِ أمجادِ العَرب |
| وغَدَت بلادي تَستَغيثُ عَدُوّها | قد ماتَ فينا الحِسُّ والحالُ انقَلَب |
البحر الكامل
