الندى والموت ـ القسم الثاني
الأَسـلاكُ الشَـائِـكـَةُ
مَـنـفِـيّـاً عَـن وَطَـنِي
وضَـفـَائِــرِ مَـن أَهـوَى
ونــُـقُـوشٍ فَـوقَ الـجُـدرَانِ
تُـــنَـادِيني
**
فَـوقَ الأسلاكِ الشَـائَـكةِ
أُعـَلِّـقُ صُـورَة جـَدي
وأُلــَمـلِـمُ تـــَذكَــاراتِ الـعُمـرِ
تــُــشَـــظِّـيني
**
عِــنـدَ الأســلاكِ الـشــَائِــكةِ
سَــكَــبــتُ حَـــنـــينـي
كُـــلَّ حَـــنيني
وَدَّعـــتُ طُـــفُــولَـــــةَ عُــمــرِي
والأَســئِـــلــــَـةَ الــــمـَـصــلــوبَــةَ
فَـــوقَ لِــسَــاني
مِــن بـــَدءِ الـتــَكوِينِ
**
عِـــنـدِ الأســلاكِ الشــَائِـــكةِ
قَــطــعَــتُ شَــرَاييني !!
**
فــي سـَـاحـَةِ الـحُـزن
نــــَزَ لت سَــــاحَــةَ الــحُــزن
تــــَـبـحــَثُ عَـــن
عُــمــرِهــَــا
صَـــادَ فـــَـت قِصــَــصَ الأَمــسِ
والــغـَـائِـــبـين
لَم تُـــرَفــرِف على قَــلـبِــهَـا
نــــَســمَـةٌ
فَــأبـــَـاحَـــت مَــدَامِـــعَــهـَـا
لــُــخــُـطَــى الـــعـَـابِــرِين
**
أَحــرُفٌ
تـــَتــَقـَـاطُـــعُ فَـــوقَ الـلِّســانِ
ولَـــيــسَت تـــُبـين
صَــرخَــةٌ عــَبـــَرَت حــَـاجِــزَ الــصَّـــمــتِ
لَـــكِـــنَّــــها
لَم تــــُـجَـاوِز
حــُدودَ الأَنين
**
مـــا الــذي جـَـاءَ بِي سَــاحَــة الـحُــزن ؟
كُـــنتُ أُفــتِّـــشِ عَـــن جَــنَّةِ الــيَاسَمينِ
مــا الــذي جــَـاءَ بِي .. . . ؟
مــا الــذي جــَـاءَ بِي .. . . ؟
مــا الــذي جــَـاءَ بِي .. . . ؟
في الـصَــنـــَـادِيقِ
أَشــيـاءُ
لا تـــَســتــَكِين
هَــــذهِ الـذِكــــرَيــــَاتُ
الــــرِمَـــاحُ
الـــــسُيـُـوفُ
الـــخَـــنـَـاجِــــرُ
في أَضـــلُـــعِ العــَـاشِــقِين
**
إِنـــــَّـــه الــــشَـــوكُ
يــا إِصــبَــعِي
فــانـتــــَبـــِه
إنـــــــــَّهُ الــعَـارُ
فَـــوقَ الــــجــَبــين
سَـقَـطَ الوَردُ مِــن قــَبــضَــتي
غـَـفــلــَـةً
والــذي في يَـــدِي
وَخــزُ مَـــــرِّ الـــسِنــــين
**
الندى والموت
على الأَسـفَــلتِ
يَـــســقُــطُ شَــاعِــرٌ آخَـــر
مَــوَشىً
بِـــالـــنــــَدَى
.. .. والـمَــوت
**
تــــَرَحـــَّـلَ
في بِــــلادِ اللهِ
مـَحــزونـــاً
مِــن البـَـارودِ
لــلـزَهـرَة
لـيـَرثِي ثـــَائــِراً
قــَـد بـــَـات مَـشــنـوقــــاً
على شَـــجـَـرَة
مَــوَشىً
بِــالــنَـــدَى .. .. ..
والصَــمت
**
لأمِـــيـرَةٍ .. .. ..
لأَمِــــيرةٍ
سَـكـَـبــَت رَحــيقَ زُهُورِهَـــا
في كَـــفِّ شـَـاعِــر
فــتَبرعَــم الإِنــــِسَـــانُ في أَحـــدَاقــِــهِ
وتـــَدَفَّـــقَــت بـِـلـِــسَــانِــهِ
لُـــغَــةُ الـــمَـخـَاطِـر
لَم يَدرِ مُــنذُ عَــرفــتِهِ
مــا الــفَرقُ مــا بين الـمُـحـــاصَر
والـمُـحَـاصِر
**
سأُمـَزِّقُ الــقَيــدَ الــحَــريريَ الأَخِير
وسأمـنـَحُ التَّــــاريــخَ فُــرصَةَ عُمــرِه ِ
لِــــيراكِ في ثـــَوبِ الأمِـــيرة ِ
تــــَخرُجــِـين إلى الأَمِـــير
وسيَــفـضَـحُ النَّوارُ سِرَّ قــَصِـيدَتِي
وسَتــَرسُمُ الأَزهَــارُ وَجـهــَكِ
بــــالــعَـبير
**
سـأقَــولُ لــلآتـينَ
أنتِ أميــرتي
وأنــــَا الذي أحــبَـبَـتُ
– يـــــا حـُـريَّـــــتي -
قَــيــدَ الأَسِـــير
**
صَاحَـــبــتـــِني
بِـــالـــرُّوحِ
مُــنــذُ مـَـشـيــئَــةِ الـرحــمَنِ
حَــتَّى
أَوَلِ الإنسَــانِ
حَــتَّى. . .
بـــَابِ مـَنـزِلـــِنـــَا الــصَـــغير .
**
بِـقـصَـائِـدِي ويَـقِـينـي
( إلى القادمين على خيول الانتفاضة )
مِــن فِــضَّةِ الأحــزانِ
شِــعري نــــَابِــتٌ
ومُــرَصَّـــعٌ
بـِمـَـواجِــعِي
وأَنـــِيني
وَطَــني الــقَــصِيدَةُ
حِينَ أفـقِــدُ مَوطِــني
ومَـــواجــِــعِي عَـــربــــيّـةٌ .. ..
وحَـــنينِــي
دافَــعتُ عَــن هذا الـمَدَى
بِقــَـصَــائِـــدِي
آخَـــيتُ بَــينَ زُهُـــورِه ِ
وجَـــبـيـنِــي
جُـدرانُــــهُ ...
غُدرَانُــــهُ ...
شُطــآنُهُ
أشتـــاقـُـــهَـا ...
تـــَجتَـــاحُـــني ...
تُــؤوِيــنِـي
في كُــلِّ شِــبرٍ
بَـــصـمَـةٌ أو دَمـعَـةٌ
أو كِـــلمـَـةٌ
فَـرَّت لكي تــــَـأتِــيني
**
وحَــلمـتُ
بالآتـــينَ مِـــن أبــنَــائِهِ
سَـلــَّــمــتــُهُم رايَــاتـــُهُ
بِــيَمِــيني
بُسَــطَـــاؤُهُ ...
شُــهَـدَاؤُه...
شـُعَـراؤُه
مَــن يُــرسِلــونَ جـُـذُورَهَم
في الــطِّيــنِ
مُــتدَفــِّـقـــاً كَــالنــَـهرِ
يَـــهدِرُ حــُـلــمُــهُم
مـُـتـَـألِّـــقٌ ...
كـــَـبــَراءةِ الــتَـــكوِينِ
**
الــنُّـــورُ في أَحدَاقــــِهـــم
وأكـــفـُّــهُم
صَــاغـَـت لـَـنــَا فَــجراً
وبَـــهجَــةَ عِــــيدِ
عَــبَروا حــُـدودَ قــَـصِــيدَتِي
بــِخُيــولــِـهِـــم
ورَجــعــتُ أبــَـحَــثُ
عــَن حُــدودِ قَـــصيدِي
يــــا فِـتـَيةً
لَــم يُولَــدوا بِــقَــصِيدةٍ
بَـــل عَـــلَّــمونـــَـا الِـــشــعرَ
دُونَ نـــَشيـــدِ
كُـــونـــُوا حُـــمـَـاةَ زُهُــورِنـــَـا
وثُــغُــورِنـــَـا
كُــــونـــُوا
نِـــهايَــةَ تِــيهــِنــَا في البيدِ
كُــــونــُوا لأجلِ غِـــنَــائِـــنــَـا
قِــيــثــَارةً
وبِـــلَــحظَــةِ التــَعــميدِ
دَمَّ شَـهِـيدِ
**
الـحــُـلــمُ مِــلءُ يـَـمِــينِـــكُم
فَــتَــقــَدَّمــُّــوا
فَـــأنـــَا انـــتَـــظَــرتُ مـَـجِــيـــئَــكُم
لِــقُــرونِ
ورَأيـــتُ بــَـعـضَ وُجُوهِكُـــم
بِــقصَــائِـــدي
هَل تـُـنـــكِــرونَ الــشَّــوقَ
مِــلءَ عُـــيوني ؟
لا تــُـنــكِـــروا
فَــأنــَا أسيرُ قَـصَـائِـدي
ومَــواجِــدي
وغِــوايَــتي
وجُـــنـُـوني
ما ضــَـاعَ مِــن عُمــري
يَـــعُــودُ بِــلَحــظَةٍ
إذ تُــولـَـدون
وتـــَـقـطِــفـُـون
شُــجُــوني
فــَأنـــَا على دَربِ انــتـــِظَــاري
واقِــفٌ
مُــتــَشَـبِــثٌ
بِـــقَــصَــائِــدي ويَـــقِــــيــنــِي ..