الاثنين ٢ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم
التراب
مزيداً من الحزنِ،أحتاجُ كي لا أموتْ.وأحتاجُ تلك المسافة بيني وبينك،كي أشتهيك كثيراوكي أطمئنّ،إلى أنني مُتعب بك ِ،لكنني..،طاعنٌ... في امتهان السكوتْ.وكي لا تصير العناقيدُ ملكي،ولا تنتهي..،للوقار البيوتْ.وأحتاج شيئاً من الخوف ِ،كي لا يطولَ الأمانْ.وأحتاجُ، حين أكونُ وحيداً،إلى أن يموتَ المُغنّيوأن ينتهي للسّكوتِ الكمان ْ.وأحتاج، حين أكون غريباً،إلى غربةٍغير تلك التي تصطفيني،إلى إمرأةٍ،غير تلك التي تشتهيني،إلى شجرٍ يابسٍ،وحقول ٍ،من الحنطة القاحلة!!وأحتاج ُ،وشماً جديراً بوجهي،وإسماً جديراً بصوتي،وموتاً،جديراً بهذي الحياه!وأحتاج مقبرةً للشّفاه!ومئذنة ً..،ليس يُكتمُ فيها الأذانْ.ولا يستحيلُ الإمامُ حصاناًعلى سرجهِ،يعقدُ المهرجانْ.مزيداً،من الحزن ِ،أحتاجُ،دهراً من الخوفِ،واللاّ أمان ْ.* * *أجِرني، إذن،ياإلهيَ من غيمةٍ،لا تؤدّي الخراجَ إليكْومن قمرٍ،غارق ٍ في كهوف الغياب.ومن زمن ٍ،لا أرى فيه ِ وجهي،سوى قطعة ٍ،من عجين الذّنوبْ!مزيداً من الكفر ِ..،حتّى أتوبْ!مزيداً من الموج أحتاجُهُكي أسوّي شراعي.وأمضي إلى حافظي ذِمّتي..،وجياعي.مزيداً من الحزن ِ،كي،أتعرّى على ساحلي،وأراكْ.وأخلع نعليّ عن جبهتي،وأمشي إلى واحة ٍ،في ذراك ْ.وأسجد، مبتسماً،حين يدفعني الشّك ُّ فيك َ،إلهي،إلى شرفةً ٍ،جمّلتها يداك ْ.* * *مزيدا ً من الحزن ِ،لا بأس َ،أحتاج ُ يوماً جديداًوحُزناً مديدا ًلكي تنتهي بي خطايَ،إلى قبلتي...لكي لا تظلّعصافيرُ قلبيعلى شجر الرّوح ِ تبني بيوتاًوتسكنها،ريثما يستقيلُ النّدىعن متاريسِ حلمي الأخير!مزيدا ً من الحزن ِ، كيأتطهّرَ من شهوتي،أن أكون بهيّاومن جبروت الوُلاة ِ عليّاومن وطن ٍ،كنتُ أبكي عليه ِ،ولكنّه ُ صار يبكي عليّاومن زمرةٍأحكمَتْ قيدهافي يديّاوألقت متاريسها،فوقَ صدريوسيفُ خليفتِها،مِمْعِنٌ فِيّ طيّاوإذ قلت ُ:آ.. آ.. آه ٍيقالُ :تأوّهت َ؟؟ما بِِك َ؟؟سيفٌ طواك َ...،ألا تحتمل ْ؟عربيٌّ..،وأجملُ ما فيكَ،أنّ إحتمالك َ أكبرُ منك َ!!لماذا تأوّهت َ ياجَمَلا ً،ضجّت الأرضُ من تحت خُفّيه ِ،لكنّه ُ...،ظلّ مسترسلا ً في النّزال ْ؟* * *مزيداً من القهر ِ.. أحتاج ُ،زدني حصاراً،إذن يا إلهي،وزدني إنكسارا ًلكي يركضَ الموج ُ فيَّ،وتصعدُ،فيّ الحقول ُ،الخيولُ التي،جلَّ فرسانها سقطواوالسّحابُ الذي لم يعُد ْ يحملُ البرقَ،والشّارع ُ المُستحِمّ ُ،بفيءِ ضلالاتِهِ،والضّلالاتُ في النّار ِ،- كلُّ الضّلالاتِ في النّارِ،إلاّ التي،هتكتْ،سترَ هذا الوطن ْ!!* * *أعِدْني،إذن،يا إلهيَ... يوماًإلى حيث كنتُ ترابا!يبلّلُنيماؤكَ الأبويُّ،ويُسقِطُ،عن حاجبيَّ الحجابا!لأترك روحي،تغنّي كما تشتهيوأُتمّ َ انتسابي إليها،لكي.. تتجلّى،إليكَ انتسابا!أعِدني..،فقد ضاقَ بي وجعي،ودمي،قد تشاغل َ عني،وأسئلتي،لا تطيقُ جوابا!أعِدْني...،أعِدْني...،ترابا!!