الجمعة ١ شباط (فبراير) ٢٠١٣
بقلم
الانسانُ اليومَ
(في زحمة الصّراع بين الخير والشّرّ وبين النور والدّيجور يبرق كنه الأزليّة الّذي يحتوي بداخله جلّ ما يعتور الانسان من هموم وأتعاب، وفي محاولة الجمع بين القوى بشتّى أشكالها ومعاناة الواقع المعيش، كانت هذه القصيدة)
(1)قالوا: الانسانَ ضعيفٌخلقَ ضعيفًا فكبفَ لا يعتريه الخوفُ؟!فهو ينوءُ تحتَ زحمة الموجلا مُغيثَ ولا مُجيرَانَّ الاحساسَ المُرهفَ مضى !!(2)أينَ الانسانُ يرى الحياةَ في نملةٍ تحملُ حبَّةَ قمح !أينَ الشّاعرُ وفي كفَّةٍ يمسكُ ريشةَ الفنّانوفي كفّه الأخرى يُعلنُ الحريّةَويبعثُها الى الدّنيا تزخَرُ عطرًا وماسًايُمسكُ بالكونِ في ساعةِ زمنٍ واحدة يحوي الأبديّةيُفجّرُ شلّالًا من الحياة السّرمديَّةيهوي العاتي من عليائه تحت صخرةِ القدريُزَمجرُ الغاصِبُ، يمورُ الظّالم، ويرتعدُ الانسانُ البسيطتحتَ سقفٍ واحدٍ من الرّخامِ والحديدتموجُ الحياةُ باضدّادها، فالكلُّ في معركةٍ معهاحتّى تصفوَ الكلمةوتُعلنَ أخيرًا أنّه لا أحدَ منتصِرٌ قطُّ !!أينَ الكادحُ من أجلِ حياةٍ وافرةكي نصنعَ للعشّاقِ بيوتًا..للمرأةِ أولادًا(3)قالوا مقهورلكنّه موجود منذ بدءِ الخليقةيحملُ على كاهلهِ مخاضَ السّنينلا يرتَوي من ظمأ المسيريحملُ للإنسانية حلولًا كبرىلكنّها لا تحفلُ له ولو بأدنى زفرةمأساةُ الانسانِ أنّه موجودويخوضُ الغمارَ دونَ انكسارلكنْ لا مُعينَ خلَل الزّحاميعاركُ.. يُجابهُ، ليصلَ الى التّلّةِ القادمةويرقبُ الأملَ بعيونٍ داميةيهيمُ في سبحاتِ الفضاءِ لينزاحَ الرّكاملكن بنظرةٍ فاحصة يرى قد قُلبتْ كلُّ موازين الكونفلمْ يعُدْ يحتَفلُ بصدى الكلماتفقد أرهقهُ ارتقابُ الدّهورفيُسائلُ النّاسَ والكائناتهل منطقُنا سرابٌ هائجهل نحنُ مرضى، نحتاجُ الى تطهير؟كلّ شيء في الحياةِ قد دَفع الانسانَ اليومَ الىالهذيان .. الادمان .. الطّغيان !!.هل يبقى الرّعبُ الأكبر؟وكوابيس الأحلام المقهورة ..والآلام الغاصبة ...وفساد النّوايا العمياء ؟!والعزلةُ ..عزلة الفرد في أغوارِ النّفسِ الملتويةمأساة الانسان اليوم ..مأساة العالم الواسعالكلّ في عطشٍ روحيّ، ينتظرُ الريّالارتواء من موردِ الحبِّ، ومن نورِ الربِّ(4)حقًّا ..انَّ الانسانَ لَيطغى!وليست عندَه نوايا صادقة للحُبّ، للأناملكن لن يقدرَ أن يقتلَ فينا الصّفاءرغم ظواهر الوحشيّةلن تُقْتَلَ فينا الرّوح العُلويّةقضينا في الأرضِ أعمارًا وأجيالًاوفصولًا من صيفٍ وشتاء ..وأمامَ الانسانِ ملايين أخرى وملايين ...والموتُ سيفرغُ وسيملأ !!لكن لن يفرغَ الكونُ من الموجوداتفالوجودُ جيلٌ أو جيلانوالأبديّةُ كلُّ الأزمان ..والإنسانُ الحيُّ سيمضييملأُ الأرجاءَ والأوطانينشقُ عطرَ الصّباح وَعطرَ الليل ..فلكَمْ خاضَ غمارَ الموجِ فلنْ يزحفَ للعتماتِ بعدُوسيظلُّ يخوضُ الموجَ، ونضحكُ للموجِ الاتيونغنّي للأمللحنًا أحلى من عبقِ النّيْلوفَر ..(5)يا أرضًا بلّلها الدّمعيا أرضًا أضفى اللّهُ سبحاتِهِ النّديّةيا أرضَ الأشجارِ .. الأطيار ..الأنهارصبَّ عليها القمرُ الأنوارلا أنكرُ أنَّ عطاءَك مدرار ..فالحبُّ سيشملُنا أكثروندركُ أنَّ زئيرَ الأسودِ الضّاريةِ في الغاباتِ،وعواءَ الذّئابِ في الفلوات الموحشةأجزاءٌ من تلكَ الأبديّة!!الّتي هيَ أزمنةٌ في زمان ...