وأهمية الكتاب في حياتنا

أهمية الكتاب وفوائدها في تغذية الفكر البشري تعد من بين أبرز الاحتياجات الإنسانية التي حظيت بالإهتمام منذ عرفت البشرية قيمة العلم والمعرفة في الحياة. المعلّم الأوّل للبشريّة الذي يملك فوائد تكاد لا تحصى،الكتاب يمدّ القارئ بكمّيّة هائلة من الكلمات والمصطلحات، فينمي الملكات اللّغوية، فكلّما قرأ الشخص يكتب أكثر ويحصل على مصطلحات وتعابير وجمل جديدة.الكتاب هو عالم من الأفكار،القراءة تثري للقارئ عالمه الفكريّ،ليرى الأمور بوجهات نظر مختلفة، ويتعمق في العمل والمعرفة أكثر.

إذا قارنا الأهمية الكبرى التي توليها الجزائر للكتاب نجدها في تحسن ملحوظ في مجال النشر والطبع مقارنة بفترة الحزب الواحد.خاصة بعد إقرار التعددية بما جلبته من حرية التعبير وفتحت مجالاً واسعاً لدور النشر الخاصة فنجد أنّ هناك تفتّحا واسعا في مجال النشر وإعطاء أهمية خاصة للكتاب المدرسي والديني. في غياب المراجعة الفكرية للنص الجيد الذي يخدم القارئ حيث لم تعد دور النشر تعتمد على لجان القراءة التي تختار النصوص الأدبية والفكرية الجيدة التي تستحق أن تطبع وتخدم الفكر الإنساني فأصبح الكتاب سلعة تجارية قبل أن تكون معرفية وفكرية عند بعض دور النشر، والغريب في الأمر أنّ الكتب الأدبية لا تلقى رواجا كبيرا من حيث إقبال دورالنشر على طبعها حيث يجدون أنّ الكتاب الأدبي لا يحظى باقبال كبير من طرف القارئ وهذا يدل على أنّ الجزائري لا يقرأ ونلاحظ ذلك خلال فعاليات المعرض الدولي للكتاب فنجد أنّ الكتب الأكثر مبيعات هي الكتب الدينية والمدرسية.

اذا تحدثنا عن أهمية كتب الطفل كوني خضت تجربة الكتابة للأطفال وقد كانت ولا تزال بالنسبة لي هي المحور الأساسي والأهمية القصوى بالنسبة لاهتمامي مستقبلا،حيث يعتبر الكتاب للطفل البنية التحتية لترسيخ العلم والمعرفة، فالقراءة تؤثر على دماغ الطفل من حيث تنمية الجانب اللغوي بشكل كبير، فإن قراءة القصص والكتب من قبل والديه سيجعله يتعرف على مصطلحات لغوية مختلفة عن تلك التي يتعاطى معها في حياته اليومية, وتنمي ذكائه وتجعله يخزن معلومات معرفية غنية يستفيد منها في مساره الدراسي، لذلك يجب أن نهتم باختيار الكتاب الجدي للطفل من كل النواحي، كالتربية واللغة السهلة المكثفة بالمفردات والتربية الذهنية والاجتماعية التي تترك الطفل يتربى تربية سليمة.

بما أننا على أبواب افتتاح المعرض الدولي للكتاب، والذي يعتبر من بين أهم المعارض في العالم العربي، أرى أن المعرض هو المتنفس الوحيد بالنسبة للكتاب والناشر حيث يفتح مجالا واسعاً لنا من أجل التعارف والالتحام بين الكتاب،ودور النشر وأيضا فرصة لمعرفة أخر ما صدر من الكتب عالمياً.