الخميس ٦ نيسان (أبريل) ٢٠١٧
بقلم جميل السلحوت

ندوة اليوم السابع لا تعتب على أحد

انتهى يوم الثّقافة الفلسطيني الذي يصادف 13-3 يوم مولد الرّاحل الكبير محمود درويش، وانتهى شهر الثّقافة الفلسطيني"، شهر آذار –مارس- شهر الرّبيع، وابتدأت الاحتفالات بمئويّة الرّاحلة فدوى طوقان شمس الوطن –كما أطلق عليها الشّاعر الرّاحل عبد القادر العزّة، وبالتّأكيد فإنّ الثّقافة لا تبدأ ولا تنتهي بشهر أو بعام، تماما مثلما لا تأتي بقرار، وسعدنا بالنّشاطات الثّقافية التي صاحبت هذا الشّهر، والتي ستتواصل بقيّة العام.

وندوة اليوم السّابع الثّقافيّة الدّوريّة الأسبوعيّة، في المسرح الوطنيّ الفلسطينيّ في القدس، انطلقت هي الأخرى في آذار –مارس- 1991، واستمرّت كلّ هذه السّنوات، ولا تزال وستبقى بعنفوانها، هذه النّدوة تعتبر الحياة ميدان ثقافة، وترعرع في كنفها عدد من الشّعراء والرّوائيّين والقاصّين والنّقاد، ونبغ البعض منهم في كنفها، كما استضافت مئات الأدباء الفلسطينيّين وناقش روّادها بعض أعمالهم وكتبوا عنها، وقد صدر عنها حتّى الآن تسعة عشر كتابا توثيقيّا، آخرها "بساتين الحياة" اعداد وتحرير الرّوائيّة ديمة جمعة السّمان، صدر في شهر آذار 2017 شهر الثّقافة الفلسطينيّة، واحتفل روّادها بمئويّة الرّاحلة فدوى طوقان، التي دأبت على حضور أمسيات النّدوة منذ انطلاقتها، وقامت الندوة بنشاطات أدبيّة استثنائيّة، وأجرى عدد من روّادها لقاءات ثقافيّة في العديد من مدارس القدس وأنديتها. واحتفلت النّدوة في 2 آذار 2017 بمرور ستّة وعشرين عاما على انطلاقتها، وكرّمت في هذا الاحتفال عددا من مبدعيها وروّادها بتوزيع دروع تقديريّة عليهم، وهذه امكانيّاتها.

ندوة اليوم السّابع الثّقافيّة، هي النّدوة الثّقافيّة الدّوريّة الأسبوعيّة الأكثر استمراريّة ليس على مستوى الوطن فحسب، بل على مستوى العالم جميعه، وتستحق أن تسجّل في موسوعة غينتس للأرقام القياسيّة، لا تعتب على أحد، ولا يريد القائمون عليها حمدا ولا شكورا، فهم يشبعون هواياتهم في التّعاطي مع الثّقافة، ويقومون بواجبهم الثقافيّ تجاه مدينتهم طواعية، وهذا أضعف الايمان، وهم يشكرون وزارة الثّقافة التي طبعت لهم ثلاثة كتب توثيقية لجلسات ندوتهم.

ندوة اليوم السّابع لا تعتب على أيّ مؤسّسة ثقافيّة، أو شخصيّة عامّة، وهم يكرّمون شخصيّات ثقافيّة في هذا الشّهر دون أن يلتفتوا لندوة اليوم السّابع، ودون أن يفكّروا بتكريم هذه النّدوة أو تكريم القائمين عليها، فربّما لا تستحقّ هذه النّدوة التّكريم من وجهة نظرهم، فلكلّ مجتهد نصيب، وما علينا إلا احترام رأيهم، ويكفينا أنّنا راضون بما نقوم به من نشاطات ثقافيّة.

روّاد ندوة اليوم السّابع يؤمنون بقوله تعالى" " فَأَمَّا الزبد فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ الناس فَيَمْكُثُ فِي الأرض".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى