الثلاثاء ٢٥ نيسان (أبريل) ٢٠١٧
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

محمد رشدي

يعد الفنان محمد رشدي محمد من أشهر من تغنوا بالأغنية الشعبية والموال فى مصر وهو من مواليد العشرين من شهر يوليو عام 1932 ‏‏بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ.

تقدم محمد رشدي إلى الامتحان بالمعهد وكان المتقدمون أكثر من خمسمائة نجح منهم سبعة عشر متقدما وكان محمد رشدى من بينهم وعندما كان محمد رشدى فى السنة الثانية كان يغنى وأقامت له أحدى الممثلات حفلا على نفقتها وكان من بين الحضور الإذاعى على فايق زغلول ولما سمعه سأله: لماذا لا تغنى فى الإذاعة؟ وطلب منه التقدم بطلب للإذاعة وتقدم محمد رشدي للامتحان أمام لجنة مكونة من أم كلثوم وعبد الوهاب ومحمد القصبجى ونجح فى الامتحان ومنحته اللجنة ربع ساعة كل أسبوعين وأعتمدوه مطربا وملحنا وبدأ محمد رشدى في الغناء عام 1950 ونجح معه فى نفس الامتحان عبد الحليم حافظ.

ذات يوم كان محمد رشدي يسجل فى أستديو 10 بمبنى الإذاعة بشارع الشريفين ففوجىء بوجود الموسيقار محمد حسن الشجاعى المستشار الموسيقى بالإذاعة يقف بجانب مهندس الأستوديو وبعد أن أنتهى محمد رشدي من الغناء استدعاه الشجاعي وقال له: أما أن تتخلص من تقليدك لمحمد عبد المطلب أو لا تدخل مبنى الإذاعة ثانية ومن ذلك الوقت حرص محمد رشدى على أن يكون له أسلوبه الخاص به.

فى يوم قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 كان محمد رشدى على موعد مع القدر والشهرة فقد كان محددا له أن يذيع على الهواء مباشرة من إذاعة البرنامج العام من الساعة الثامنة والربع حتى الثامنة والنصف صباحا فقرة غنائية بمصاحبة الفرقة وعندما ذهب إلى مبنى الإذاعة فى شارع الشريفين وجد الدبابات وقابل المسئولين فاخبره رجال الثورة الموجودون السادات وجمال حماد بأن أذاعته قد ألغيت لوجود ثورة فجلس رشدى وبكى فتعاطف الموجودون معه وسمحوا له بالغناء عندما سألوه ماذا ستغنى؟ قال: قولوا لمأذون البلد.. قالوا: غن اليوم فرح.. وهكذا غنى محمد رشدى من ألحانه وكلمات محمد فتحي مهدي وانتشرت هذه الأغنية لأن العالم كله كان يتابع الإذاعة ليعرف أخبار الثورة المصرية وتعد هذه الأغنية من أغنيات الأفراح.

بعد مشاركة الفنان محمد رشدى فى حفل أقيم بمدينة السويس وفى طريق عودته تعرض لحادث أدى إلى كسر ساقه وكان يذهب إلى الاستوديو للتسجيل وساقه فى الجبس وفى عام 1961 كلفه محمد حسن الشجاعى بتقديم 85 موالا لتوظيفها فى ملحمة أدهم الشرقاوى التى قدمتها الإذاعة المصرية.

قام محمد رشدى بشراء أسطوانات كبار مغنيى الموال وأعتكف يدرس أساليبهم وطرق تفكيرهم الموسيقية ونجح فى تقديم المواويل الخمسة والثمانين المطلوبة منه ونجحت نجاحا جماهيرياً كبيراً.

كان الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى عند صديقه الملحن عبد العظيم عبد الحق فحضرت الفتاة التى تعمل فى البيت وقدمت للشاعر عبد الرحمن الأبنودى الشاى وهنا سألها: أسمك أيه؟ فقالت: أسمى عدويه فقال الشاعر عبد الرحمن الأبنودى: سوف أكتب لك أغنية.

بالفعل كتب الأغنية وأعطاها للموسيقار عبد العظيم عبد الحق ليلحنها وذات مرة كان الشاعر عبد الرحمن الأبنودى جالساً مع الأستاذ الشجاعى بمكتبه فحضر بليغ حمدى وعندما علم بليغ حمدى أن هذا الرجل هو الشاعر عبد الرحمن الأبنودى أحتضنه وأبدى إعجابه بأغنية تحت الشجر يا وهيبة وعندما استمع لكلمات عدويه أعجب بها وطلبها من الأبنودى ليلحنها وهنا قال له: الكلمات مع عبد العظيم عبد الحق.. وبعد أسبوع أعطى عبد العظيم عبد الحق الكلمات إلى عبد الرحمن الأبنودى دون أن يلحنها وقال: عند تلحين الكلمات وأقول عدوية تحضر البنت الشغالة ولذا أعطى الأبنودى الكلمات إلى بليغ حمدى ليلحنها ولحن بليغ حمدى الكلمات وغناها محمد رشدى وانتشرت انتشاراً واسعاً فى مصر والدول العربية والأوروبية وعندما استمع الأخوين رحبانى لهذه الأغنية قالا: هؤلاء لو استمروا بهذا الشكل فسوف نتوقف وذات مرة كان بليغ حمدى ومحمد رشدى فى معهد الموسيقى العربية فحضر عبد الرحمن الأبنودى وهنا قال بليغ لمحمد رشدى: أعطى عبد الرحمن الأبنودى حالاً 15 جنيها مقابل كلمات عدوية ويعد هذا المبلغ كبيرا فى الستينيات.

وأذكر أن الفنان محمد رشدي زار المغرب فى عام 1972 وغنى في حفلة أقيمت على مسرح محمد الخامس بالرباط وقدم ست أغنيات وطلب الجمهور أغنية سابعة ثم ثامنة وكانت الحفلة مقامة في إحدى ليالي شهر رمضان فأحس محمد رشدي أن موعد السحور قد اقترب فأراد أن ينبه الجمهور وبطريقة ذكية أخذ ينشد:

يا عباد الله.. وحدوا الله
أصحى يا نايم .. وحد الدايم
سحور يا صايم

وتناول الرق من ضارب إيقاع الفرقة وهبط من المسرح يتجول بين الجمهور ينشد والتف حوله الجمهور وخرجوا جميعاً من المسرح وطافوا مع محمد رشدي في المنطقة المحيطة بالمسرح ومخرج الحفل صور هذا الموقف وظل التليفزيون المغربي يذيعه طوال ليالي شهر رمضان في ذاك العام.

شارك محمد رشدى فى واحد وعشرين برنامجاً إذاعياً غنائياً ونذكر على سبيل المثال: مدينة الملاهى تأليف محمود بيرم التونسى وتلحين عزت الجاهلى وغناء تيتا صالح ومحمد رشدى وفيفى ماهر وجلال فكرى وحورية حسن ومحمود شكوكو وبرلنتى وصلاح عبد الحميد وقطار الثورة تأليف محمود إسماعيل جاد وتلحين عزت الجاهلى وغناء عبد الغنى السيد وسعاد مكاوى وأجفان ونادية على ومحمد رشدى وصلاح عبد الحميد والعرب للعرب تأليف إسماعيل الحبروك وتلحين محمد الموجى وغناء أحلام ومحمد رشدى وسيد إسماعيل وبرلنتى وسيد خليفة وعائشة حسن وعصمت عبد العليم ومحمد عبد المطلب وفاطمة على وإخراج فؤاد الشافعى وزفة العروسة تأليف مرسى جميل عزيز وتلحين عبد الرؤوف عيسى وغناء سيد إسماعيل وفاطمة على ومحمد رشدي وشفيق جلال وسعاد رأفت وصلاح عبد الحميد ومحيى الدين الخضرى وعبد الحليم فاروز وتوحيدة وإخراج محمود السباع وإسكتش ميلاد الجمهورية تأليف فتحى قورة وتلحين محمود شكوكو وغناء محمود شكوكو وسعاد مكاوى وسيد إسماعيل وإبراهيم حمودة ومحمد رشدى وإخراج عثمان أباظة والمكن تأليف صلاح جاهين وتلحين سيد مكاوى وغناء صلاح جاهين ومحمد رشدى وسيد مكاوى وشفيق جلال وفكرى محمد وإبراهيم حمودة وكورس وتوزيع على فراج وإخراج فايز حلاوة ومحمد تأليف عمر أبو ريشة وتلحين أحمد صدقى وغناء كارم محمود وسعاد محمد ومحمد رشدى ومحيى الدين الخضرى وأحمد الجزيرى وشفيق جلال وعصمت عبد العليم وإبراهيم حمودة وكنعان وصفى وسهير كرم ونازك وفاطمة على ومعرض الثورة تأليف فتحى قورة وتلحين عطية شرارة وغناء محمد رشدى وعصمت عبد العليم وطروب وشفيق جلال وإسماعيل شبانة ومحمد قنديل والمجموعة وإخراج أمين عبد الحميد والقاهرة تأليف فتحى قورة وتلحين فؤاد حلمى وغناء ثريا حلمى وشفيق جلال وإسماعيل شبانة ومحمد رشدى والمجموعة وإخراج فايز حلاوة وشارع الغورية تأليف محمود إسماعيل جاد وتلحين عزت الجاهلى وغناء إبراهيم حمودة وعصمت وفجر وأجفان ومصطفى فتحى وفاطمة على ومحمد العزبى ومحمد رشدى والمجموعة وشعلة الحق تأليف محمد على شكرى وتلحين حسين جنيد وغناء فاطمة على ومحمد رشدى وعبد اللطيف التلبانى وجلال فكرى والمجموعة وخيرات الثورة تأليف فتحى قورة وتلحين عزت الجاهلى وغناء محمد رشدي وبديعة صادق ومحمد يوسف عزمي وشافية أحمد ومحمود شكوكو وشفيق جلال وإخراج أحمد زكي وثورة الحرية تأليف عبد الفتاح مصطفي وتلحين أحمد صدقي والشيخ سكر تأليف محمد علي أحمد وتلحين عبد المنعم البارودي وغناء محمد رشدي وأحلام وشهر زاد ومحمد عبد المطلب والمجموعة وإخراج محمود يوسف وثلاث عرسان تأليف عبد العزيز سلام وتلحين فؤاد حلمي وغناء سناء ندا وأحمد سامي ومحمد رشدي وعبد اللطيف التلباني والمجموعة وقهوتنا تأليف فتحي قورة وتلحين أحمد عبد القادر وغناء محمد رشدي وإخراج محمد عثمان ومن مصر لإسكندرية تأليف حيرم الغمراوي وتلحين محمود الشريف وغناء عباس البليدي وعصمت عبد العليم ومحمد رشدي والمجموعة وفي موكب الثورة تأليف حسن حاجا وتلحين عبد الرؤوف عيسي وغناء حورية حسن وسعاد محمد ومحمد رشدي وشفيق جلال والمجموعة وقبل المغرب تأليف فتحي قورة وتلحين عزت الجاهلي وغناء محمد رشدي وشفيق جلال ومحمود شكوكو وصلاح عبد الحميد وثريا حلمي ومحمد يوسف عربي ومحمد فريد شمس ونبوية محمد سليمان والمجموعة وفي ضل السد تأليف سيد حجاب وتلحين فؤاد حلمي وغناء محمد رشدي وعائشة حسن وأبو الحسن عبد الغفار والمجموعة.

شارك محمد رشدي في عدد من الأفلام السينمائية نذكر منها: فيلم الزوج العازب إخراج حسن الصيفي عام 1966 ونورا إخراج محمود ذو الفقار عام 1967 كما قام ببطولة ستة أفلام هى جدعان حارتنا إخراج عبد الرحمن الشريف عام 1965 وحارة السقايين إخراج السيد زيادة عام 1966 وست بنات وعريس إخراج السيد زيادة وعدوية إخراج كمال صلاح الدين عام 1968 وورد وشوك إخراج كمال صلاح الدين وفرقة المرح إخراج فطين عبد الوهاب عام 1970 م.

حصل الفنان محمد رشدي على ميدالية طلعت حرب ووسام الثقافة من الجمهورية التونسية وميدالية وشهادة تقدير من الجيش الأول وميدالية وشهادة تقدير من الجيش الثاني وشهادة تقدير من جمعية الشبان المسلمين العالمية وتكريم في مهرجان الأغنية السادس وشهادة تقدير من التليفزيون المصري وشهادة تقدير ودرع من مهرجان الموسيقى العربية السابع بالقاهرة عام 1998 وانتخب عضوا بمجلس نقابة الموسيقيين المصريين لعدة دورات.

قالت أم كلثوم عن محمد رشدي: ابن بلد وصوته فيه نبرة حلوة.

فى الثانى من شهر مايو عام 2005 ‏توفي الفنان محمد رشدي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى