غربة
أشرارُ العَالمِ يا ولَدِي
رفعوا الأسْوارَ على جَسَدي
فمرارةُ قلبي تَسْبِقُني
وأنا كجِبالٍ من جَلَدِ
وبرغمِ وُجُوهٍ أعْرِفُها
وإقامةِ ذاتي في بَلَدي
تُبْكِيني الغُرْبَةُ تُؤْلِمُني
وأَذُوبُ بأوجاعِ الكَمَدِ
قد كنتُ بيَوْمٍ أعْشَقُه
كحَيَاةِ الرُّوحِ وكالوَلَدِ
وأنا مهما ألْقَى كَمَدا
سَيَظَلُّ غرامي للأَبَدِ
بَلَدِي يا واحَةَ أحلامي
يا مَهْدَ وجُودي يا سَنَدي
أشتاقُ لحُضْنِك يا أُمِّي
وأَتُوقُ إلى قُرْبٍ أبَدِي
يا شَمْسَ العَالَمِ مُذْ قِدَمٍ
شَكْوَاي إلى رُكْنِ الصَّمَدِ
لم يغرُبْ حُلْمُكِ عن ذاتي
أفْدِيكِ برُوحي بالجَسَدِ
يا غُرْبَةَ ظِلٍّ عن ذاتٍ
آهٍ من حُلْمٍ مُضْطَهَدِ!
آهٍ يا غُربَةَ أوطاني
وبلادي صارتْ كالزَّبَدِ
ماذا لو عُدْنا كالماضي
أُمَماً في قَلْبٍ مُتَّحِدِ!
ما ظَلَّ الذِّئبُ يُطارِدُنا
هل كَرَّ الذِّئبُ على أسَدِ!
إنْ شِئنا العِزَّةَ فاعْتَصِموا
فالعِزَّةُ باللهِ الأحَدِ