باب الماء - وحدة الماء
مدخل مقتبس:
*في لحظة البوح الهلامي
جاءتنا غيمة، شاحبة كضباب الغسق
نظرنا في مائها،
لتغسلنا أحزانا من عتمة الذكرى.
لتغسلنا ايه ان كنا ذكرى،
قالت دقات قلبي لدقات قصيدتي مهلا
يا مجاذيف الماء، يا صلافة القبطان،
مهلا يا سجان الهواء والدخان
يا محاريث الماء مهلا
انتظري على إيقاع السفن المارقة على أمواجي
انتظري على إيقاع الجرح المدثر بنزيف حروفي
سنرجع كل يوم وليلة
سنرجع كالسنبلة كل سنةُ
قالت لنا الحكايات
بكى المسيح لما اقترب من أورشليم
قال لها: ليتك عرفت الآن طريقا للسلام
لكنه الآن محجوب عن عينيك
يا سيدتي
انتظري انتظري
سنرجع كل يوم وليلة
سنرجع كالسنبلة كل سنة
سنرجع من دقات الماء إلى الماء
ُإن الماء مشاكس في كل ما اكتشفوا
حاصروا وحاصروا
إن الماء مشاكس في كل ما اكتشفوا
اخبرنا الماءُ
ان الماء لا يحاصر
الماء مشاكس
في نسغه
في دخانه
في ومضاته
في لونه
في ذكريات روحه
في متاريس جسده في هيكلنا.
إن الماء مشاكس إلى أقصى الحدود.
اخبرنا هذا الماء أننا
سنرجع من ألف ليلة وليلة سنرجع من شهرزاد
آلامها.
سنرجع من ابي حيان التوحيدي انسه
سنرجع لالونسو داماسو بسمته
عبر عشقه لفلسطين
سنرجع لأبي العلاء وحدته ولسعات الكلمات
سنرجع للام بسمتك ها الشهيد محمد
آه محمد!
من صنع الحقد في اعماق هذا الماء
من ارجع حلم اهل الانوار رمادا
ما ذنبك محمد سوى انك تحمل هوية عربية، صكوك غفران بشرية،
كم ضحكنا، وكم بكينا
ارمينا ايتها المفارقة المائية
ارمينا ايتها العربية فينا،
محمد في هذا الماء منطق اختزال رهيب
امهلنا ايها الماء لنصلي ركعتين
الاولى لماء السجان والثانية لجرح لم يقدر بعمر انسان،
اتركنا نحكي بمرارة ما يؤلمك محمدا
سنرجع من ألق الزمن
نرسم تمثالا لك محمد
أنت وشم على مد هذا الماء
ماذا نهديك في عاشوراء؟
بندقية من ماء
أم دبابة من البلاستيك اليهودي؟
أنت وشم على مد هذا الماء
إن الماء مشاكس
ارحموه فانه بما كتب
في شرايينه من ودق
ومن وجع
في أوداجه سقر
إن الماء مشاكس
ارحموه وهذا دمه فتناثروه عله
قربانا لثمالة هذا الماء الشارد
في غنج الشرنقات
حط مداه على صدر قنبلة
هذه جريدتي أين خطيئتي؟
أنا من رأى التلميذين يفكان
رباط جحش يسوع
أنا الذي حلمت
بهم يرددون:
– السلام في السماء والمجد في العلا-
إن الماء مشاكس فارحموه،
يا شهر الماء قلت لي يوما
الماء جيشنا والنار ابراج تعلو الفضاء
قلت لك الماء ماؤنا ولو استطعت أعدت ترميمك وترتيبك
فكيف تخزن ماءك في الماء؟
سأعيد ترميمك أيها الماء
كيف لا يحررك كل هذا الهواء؟
كيف لا ومحمد وصمة عار في جبين كل الأوفياء
في وطن بين الماء والماء
قلت له:
نحن لم ننس الماء لينسانا سيدي
الماء غمام يحتلنا
والماء سيدنا
والماء محمدنا
فلماذا نعشق غيره
سحابا اوضبابا
أليس من حقي
أن أتحدث عنك أيها الماء ما دمت قيمة مطلقة
يعشقها الجميع الم اقل لك
إن الماء مشاكس
فلا خيار اليوم
لا جدال بين تميم ومضر.
سألتنا أرواح الشهداء خلسة
عما فعله الملوك والرؤساء
بهذا الماء، في هذا الماء
وكان السؤال سؤالا آخر سألنا بواسطته عرافتنا
عن طريق شبكة الويب
قالت: جمدوه في ذاكرة من جبص ولباس من نقش
وصراع مفتعل على الحدود
قالت: صرفوه خطبا نقدية
وشعارات عادية على أنظمة أحدث رقمي مائي ماكروسوفتي أمريكي
قلنا جميلا، وأردفنا إن الماء مشاكس
فارحموه، سألنا، وماذا عن حالنا؟
قالت العرافة المكروسوفتية
– إذا أردتم عطفي فاسجنوا الماء؟
– قلنا تجاوزا قبلنا وماذا بعد؟
– قالت تخلو عن الماء؟
– قلنا وماذا بعد؟
– قالت:
– وعن المطر وعن السماء؟
– قلنا وماذا بعد؟
– قالت آن ذاك سنحدد معنى لكم وللسلام.