السبت ١٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٢

الكرسي من يعتليه...؟!

احمد لفته علي

"لست اعرف شيئا عن سر الإله".. ولكنى اعرف أشياء عن بؤس الإنسان

"بوذا "

الثقافة لمن…؟ الكرسي من يعتليه..؟ المثقف لماذا يكتب بدمه إن كان مع الشعب وتنويره وتثويره وتحريضه ويقول لمن يستغل الكرسي ويذهب بعيدا عن إرادة الشعب والناس الذين سلموه وفوضوه للعمل للبناء والتنمية الاجتماعية والفكرية والاقتصادية كما يجب اختيار الأكفاء وأصحاب المعرفة والعلم والنزاهة والسلطة والكرسي الذي يعتليه المسؤول هو سلطة الشعب ليكون أمينا على حياته وماله.. أين يصرف الميزانية وفى أية حقول..؟ هل لبطانته وموائده العامرة الدسمة أم لبناء المشاريع التي تهم الشعب مثل الشوارع ومخازن المياه في حالة شحة المياه للزراعة والشرب وبناء وإنشاء المدارس من رياض الأطفال وحتى الكليات والمراكز العلمية والبحثية ويجب أن يكون المسؤول خادما للشعب لا سيدا عليه بحماياته ومرافقيه للإرهاب والترويع لأبناء جلدته ويجب أن يمشى في السوق بلا حماية ليكشف الخلل في الواقع الاجتماعي ولا نرى متسولا أو مهجرا أو مشردا فقيرا مظلوما ينتكس من رؤية المسؤول الذي خوله الشعب السلطات ليكون عينا عادلا لا فخامة بين الشعب ويمشى مثل الطاووس بينهم هو عين الصقر الذي يستغل الفريسة لشعبه وأهله ويبنى لهم الدور الرخيصة والشوارع النظيفة والزراعة المتقدمة والصناعة الوطنية الفاخرة..الثقافة للشعب أيها الأديب عصمت شاهين الدوسكي وليست لفئة حزبية ضيقة أو مجموعة من المريدين..والثقافة ليست للمطبلين الغوغائيين الذين يهرجون لسيدهم الذي يعتلي الكرسي يعطيهم العلف من وارد الدولة نعم الثقافة تبنى التعليم والإنسان والزراعة واقتصاد متين للشعب وليس لفئة حارس التاج والملك الزائل،تحية للقلم المسؤول الذي يبنى ويراقب الخلل والمعوج من الأمور في بلده وناسه وشعبه ويكون مثل القائل للخليفة والسلطان " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ".

قانون رب العرش العظيم يساوى بين سيادة دولة الرئيس وسيادة الرئيس القائد … التراب إن حصل له نصيب منه أو رميه بالأحذية مثلما حصل لدولة الرئيس وزوجته في رومانيا الرئيس شاوشيسكو القتل بطلقة رخيصة ورميهم في حاويات المزابل أو محاكمة المبارك وجلبه إلى قاعة المحكمة على حمالة المرض ذليلا وقتل السادات في ساحات العرضات واختفاء القادة والحضور بين الكراسي والهروب يمينا وشمالا وكذا حال القذافي وغيرهم، التراب نصيب الإنسان لأن أوله نطفة وآخره جيفة وقول الله " كل من عليها فان " الناس سواسية كأسنان المشط أمام القانون ولكن أصحاب العرش ألا يراجعون دفاترهم القديمة وهل لا يتصفحون دفاتر التاريخ أين كانوا والى أين المصير…؟!!! حروفكم تذكيرية ورب العرش قال " إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر" ولكن ما أكثر العبر واقل الاعتبار أخي الشاعر عصمت شاهين الدوسكي ذكر إن نفعت الذكرى والله المستعان. وأدناه قصيدة الكرسي..التي كانت إيحاء لهذه السطور.

الكرسي

عصمت شاهين دوسكي

في كل مكان كرسي
يبيح لمالكه يفعل ما يشاء
يطبل يزمر يؤذن بلا حسي
يحميه من كل العيون
رغم جبروته يقرأ عليه آية الكرسي
يقرب العرافين ليعرف الآتي
وَجلاً من ضياعه في لجة الأمسِ
يجمع المنجمين أي نجم هوى
من طارق وحاسد ومرسي ؟
يكافئ قارئ الكف
إن رأى خطا ممدودا على الرأسِ
يمدح قارئ الفنجان
إن صور جسدا يشبه الفلسِ
يغضب إن لمح
عيون الضيوف على حصة الكيسِ
سجله باسمه
يجب أن يمضي ثلاثون عاما
إلى أن يموت لا يتركه للناسِ
بين لمز وهمس
جلس على الكرسي
أصبح عبدا ولائه للكرسي

تجلى الكرسي إله
العابدون يقربون القرابين الثمينة
يضحون ينافقون يثرثرون
يمسحون أكتافه الرصينة
يخزنون ثم يتباكون
يعلنون الإفلاس من ماء وطينة
يقتلون يغتصبون
يمشون وراء القتيل بزينة
يحرقون لكي تجوع الأفواه
يدمرون لكي تهرب الأجساد
يعلنون البراءة من كل خزينة
يبيعون يفسدون يرقصون
أمام الكرسي ورجليه المتينة

في كل مكان كرسي
لكن لا كرسي للشاعر الدوسكي
لا تتعجب خمسون عاما مضت
أكتب بلا طاولة ولا كرسي
بلا سيكارة بلا نركيلة
بلا دخان بلا كأس مكسيكي
خمسون عام بلا راتب
قالوا ضنك العيش واجب
يشربون على فقري الجن والويسكي
دمروا بيتي وسيارتي
ثم قالوا: آسفون بالخطأ
قلت: ربح ديككم وطار ديكي

آه يا كرسي
كم تعذب من وراءك كل معذب
كم نزحنا تشردنا هجرنا بلا سبب
رؤى قدميك على جماجم الفقراء
الفقراء من تعب إلى تعب
ترتوي من الدموع والدماء
لا يهز جفنك صرخة غضب
تنصب المشانق للمساكين
الحر تكفيه شارة النصب
رحلوا الرسل والأنبياء
اليسوع على الصليب صلب
آه يا كرسي
لا عدل فيك ولا حب
لا رحمة فيك ولا عتب
عذرا لا ألومك
أنت كرسي من حديد أو خشب

* الصورة المرفقة للفنان التشكيلي المبدع مؤيد محسن

احمد لفته علي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى