الثلاثاء ١٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٠
بقلم مريم علي جبة

الروائي السوري المغترب مقبل الميلع لـ ديوان العرب:

سألتني مذيعة: ما هوايتك؟ قلت لها:هوايتي شرب القهوة مع العظماء..

فولدت روايتي"مقبرة العظماء"

زار دمشق مؤخراً الروائي المغترب"مقبل الميلع"حاملاً معه روايته التي حملت عنوان"مقبرة العظماء"، وأقام المركز الثقافي العربي في الميدان بدمشق حفل توقيع للرواية كما أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب ندوة حملت عنوان"الوطن في أدب الاغتراب": رواية مقبرة العظماء"أنموذجاً".

وتكمن أهمية الرواية في المتعة الكبيرة من حيث العودة للتاريخ ومحاسبة شخصيات الرواية عما فعلته وخاصة عندما تكون هذه الشخصيات قادة أو عظماء أو أصحاب قرار تاريخي ممن عاشوا في القرن العشرين حسب ما أجمع عليه النقاد.

أما الشخصيات العظيمة التي جمعها مقبل الميلع في روايته: هتلر،ستالين، السلطان عبد الحميد، ديغول، تشرشل، جمال عبد الناصر، غاندي،صدام حسين، جون كينيدي.. وغيرهم.
وعلى هامش الندوة التقت"ديوان العرب"الروائي مقبل الميلع وسألته:

لماذا الغربة، هل كانت خياراً أم ماذا؟

في الحقيقة الغربة ثقافات وزيادة معارف واطلاع على معارف جديدة من المطبخ حتى العلم، وأنا منذ أكثر من عشرين سنة موجود في الولايات المتحدة الأمريكية، وهنا دعيني أستذكر بضع من تفاصيل السفر حيث كتبت مسلسل من سبعة عشر حلقة كان يحمل عنوان"رماح صهوة"واشترته شركة إنتاج خاصة ومن ثمن هذا المسلسل استطعت أن أسافر، والمسلسل منذ أن قبضت ثمنه لا أعرف عنه شيئاً ولم أره صوّر أو عُرض على شاشة التلفزيون.

وبالعودة للغربة والاغتراب فأنا لم أقصد الهجرة في البداية إنما كان القصد تحسين الوضع ولكن شاءت الظروف أن نبقى ونستمر خارج الوطن ولكن الوطن يبقى الأجمل ففي الوطن أحباب وذكريات وأصدقاء وحنين ودفء، والانتماء للوطن دائما هو مسألة لاإرادية ومن لا يحب وطنه لا يمكن أن يحب وطناً آخر.

منذ عقد ونصف لم تأتِ إلى سورية.. ما الذي أحسسته بعد كل هذا الغياب عندما هبطت الطائرة بمطار دمشق الدولي؟

كان قلبي يرقص من الفرح، أنا في سورية لم أصدق.. ولكني لم أصدق أيضاً وأحزنني بعض الخراب على الطريق وكم يحزُّ في النفس كل هذا الخراب بفعل الحرب الشرسة التي كانت على سورية، سورية العظيمة، كما لفت انتباهي البنايات التي لا تزال قائمة إلى الآن وشعرت بها حزينة على حزن الشعب، وشعرت بها كأنها لم تكتسي وتنتظر ثوب العيد.. رأيت وجوه السوريين كم هي جميلة لكن الحزن يعتلي ملامحها، أتمنى أن يعود العمار والإعمار لبلدي الحبيب.

متفاءل؟

نعم متفاءل، لأن سورية أكبر من كل ما يحدث، ولقد مرّ على سورية الكثير لكنها نهضت من جديد كما أن الشعب السوري شعب حي يحب الحياة.

لندخل في عالم الأدب والكتابة.. هل تذكر أول كتاب قرأته؟

نعم كان كتاباً صعباً وكثيفاً، رواية للكاتب مكسيم غوركي بعنوان"الأم"، ثم توالت القراءات وقرأت الكثير من الأدب العالمي والأدب الروسي أيضاً.

في ظل الأزمات والحروب والإرهاب ما مسؤولية الكاتب والأديب؟

لا شك بأن مسؤولية الأديب كبيرة، والأديب له نظرة خاصة، ومعركتنا ليست مع الإرهاب فقط إنما معركتنا مع الجهل أيضا، وإذا انتصرنا على الإرهاب فقط سيكون انتصارنا ناقص يجب أن ننتصر على الجهل أيضاً.

جائحة كورونا..كيف تنظر لها من زاويتك ككاتب وروائي؟

وباء كورونا شغل العالم وأعطى له خوفاً غير مبرراً، فلكل داء دواء ولا مبرر للخوف من هذا الوباء أبداً مع الكثير من الوعي فإننا سننتصر عليه لا شك في ذلك.

من أين جاءتك فكرة رواية"مقبرة العظماء"؟

ربما لن تصدقي ولكنه القضايا كانت موجودة في رأسي ولكن لا بد من مدخل للبدء بترجمة هذه القضايا، والفكرة كانت تختمر شيئاً فشيئاً، وفي لقاء تلفزيوني سألتني المذيعة السؤال التالي: ما هوايتك؟ قلت لها هوايتي شرب القهوة، أحب أن أشرب القهوة مع العظماء.. ومنها انطلقت لكتابة الرواية واختيار العظماء الذين ذكرتهم في الرواية وشربت القهوة معهم.

على قبر مَن مِن هؤلاء العظماء الذين ذكرتهم في روايتك"مقبرة العظماء"تضع ورد؟

مقبرة العظماء هي مقبرة افتراضية وكل عظيم فيها مدفون في بلده وكانت الفكرة أن أجمعهم في مقبرة واحدة. وقد أحسد"أوناسيس"لأنه كفّى ووفّى وغطى على كل العظماء فكان كل يوم يأتيه أطنان من الورود توضع على قبره. وبرأيي الشخصي فإن العظماء جميعاً لهم احترام وكل واحد منهم يستحق ورد بما فيهم العظماء السلبيين لأنهم عملوا من أجل أوطانهم وأنا أحترمهم وإن كانت نتائج أعمالهم مقصودة أو غير مقصودة وسلبية أدت إلى كوارث للبشرية، وأنا أقدم وردة إلى كل عظيم ذكرته في الرواية.

هل هناك مشروع رواية قادمة؟

بل هناك مشاريع كثيرة سأعلن عنها في حينها.

كلمة أخيرة؟

في النهاية أريد أن أؤكد أنني سرقت زمناً لأنجز روايتي"مقبرة العظماء".. زمناً عبارة عن أربع سنوات تمخضت عن إنجاب هذه الرواية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى