الخميس ٢٣ تموز (يوليو) ٢٠٢٠
بقلم عاطف أحمد الدرابسة

من الألم .. أنحدرُ

قلتُ لها:
أنحدرُ من الألم
غيرَ مُكترثٍ بالوجع
أشدُّ حرفي على ظهري وأمضي
لا أخشى المَدَّ
ولا الجَزرَ
لا أكترثُ للعواصِفِ
ولا تقضُّ مضجعي ريحٌ
ولا يقدحني شر ..
لن أغرق في مستنقعاتِ الحُبِّ
والفساد
لن أحني سنابلَ لُغتي لأحدٍ
مهما علا
ولن أهتفَ معَ القطيع
حينَ يتقدّمهُ حمارٌ
ويسوسهُ من الخلفِ نُباحُ كلب ..
أنا الرَّاعي
سيفيَ نايٌ يُمطرُ أغانيَ
وأشجان
أنا الذي أثقبُ السَّماءَ بكلماتي
وبالدُّعاء
لأفتحَ طريقاً لدُموعِ الفُقراء
كي تتصعَّدَ إلى سماءِ السَّماء ..
أنا المطرُ في مواسمِ الجَفاف
أنا أُنشودةُ العَفاف
أمتطي صهوةَ الشَّمسِ في الظَّلماء
أحملُ شُعلةَ النَّارِ
لأُلقيها في جوفِ الهلال
ليُطلَّ عليكم
بدراً قبل موعدِ الاكتمال ..
يا حبيبةُ
أنا الذي علَّمتُ الغُزلانَ كيفَ تغزو
عرائن الوحوش
أنا الذي علَّمتُ العصافيرَ أن تغزو
أعشاشَ النُّسورِ
أنا الذي أيقظتُ الهديلَ
في فمِ الحَمام
أنا الحرفُ الذي حطَّمَ
جرارَ الخوف
أنا الصَّدى الذي خرقَ
جدارَ الصّوت
أنا الموت حينَ
يكونُ الموتُ خلاصاً
أنا الجنونُ الذي يُحرِّكُ الموجَ
ويُقلِّبُ الجَمرَ بينَ خلايا الحَطب
أنا الغضب الذي يسري
في شرايينِ الماء
وأنا يا حبيبةُ النَّار تحتَ الرَّماد
تحتَ الجليد
أنا صرخةُ المُعذّبينَ
وثورةُ الجِياع
وأوجاعُ العبيد ..
سأشقُّ الطَّريق بأظافري
بأهدابِ عيوني
بحفيفِ أشجاري
ودموعِ أطفالي ..
سأفُكُّ قيدَ الرِّيحِ
وأحملُ حبِّي في صَدري
وأمضي نحوَ سريرِ الشَّمسِ لأنام ..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى