الأربعاء ٢٩ تموز (يوليو) ٢٠٢٠
بقلم سلوى أبو مدين

فراغ الأرواح

1 . فراغ الأرواح

كُلُّ شيءٍ يبهتُ
مُعتم
حيثُ لاشيء
سوى أوراق صفراء
تهوي فوق قارعات الفراغ
وصدى أنين
يتوارى خلف موكب الآهات
المتلاطمة
طريق يحمل الأرواح الشاحبة
يعبرها كالدخان
ثم يتلاشى
ظلال متعثرة .. تلفها الريح
ربَّما آن احتضار
الوقت
الجميع يتنفسون الفقد
وسط جزر القتامة
لا أرى سوى برقٍ
يتراءى لي من بقايا
الظلام الظامئ
أتخطى الزمن هُنيهة
أعودُ لأجد نفسي في
عامٍ ليسَ ككلِ الأعوامِ
وجوه ليست ككلِ الوجوه
ومعاطف خبَّأت أمانيها
تحتَ سطوة الألوان
الباهتة
من خلف كهوف الوهم
سكن كلُّ شيءٍ إلاَّ
من احتجاجِ المطر
الباهت
الطيور ارتطمت بالأسلاك
المتأرجحة
فتركت قصاصات ريشها
فوقه
تعبٌ قانٍ يحتفي
بفراغ الروح
واحتضار ضبابي
عانق الأشياء
ومضى بلا توقف

2 . شيءٌ باذخُ الدَّهْشَةِ

سئمتُ الجعبة المليئة
بهدايا عيد الميلاد المفخخة
باروداً ــ صاروخاً ــ
والإهداء لأطفال الخوف
لحين موعدها
مع أمانٍ متناثرة
يشعلونَ دموعهم مدفأةً
تحتَ عتمة الشتاء
كم من وجعٍ
نُقش فوق جدار الحكايا
عتمة يتيمة تحتضر
تلفظ وجها
بابلياً يسبح في
دفءِ دجلتها
ذاتَ مساءٍ أرجواني
لا أبالي
بما يحشو ذاكرتي
من الفوضى
كان عليّ أن أنفضها
كما القمصان
ما من قاع أسقط فيه
على حافة الشفق
أشعل بالثقاب حرائقي
لأنَّ العمرَ مرهونٌ بالتعب
لأنََّ العالمَ ملاءةٌ ممزقة
الحفرُ في روحي
قطار منسي مضى
بقايا ضباب يئن
في العراء:
علب الدموع
الضحكات المُتعبة
الدخان القديم
شتات الخرائط
كانوا هنا
يحدثُ كُلّ مساء
أن أحدث جليسي
البرد والضجر عن
فراشات احترقت
فوق مِصباح العتمة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى